الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ مَّتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } أي: يفسدون فيها، ويسارعون إلى ما كانوا عليه من الشرك ونحوه. { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } أي: الناسين نعمة الخلاص بالإخلاص، واستجابة الدعاء { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } أي: وباله عليكم. { مَّتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } خبر محذوف أي هو متاع، أو خبر ثان. أو الخبر لـ { بَغْيُكُمْ } و { عَلَىٰ } متعلق به. وقرئ بالنصب مصدر لمحذوف، أي: نمتعكم. أو مفعول به له، أي: تبغون. { ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: في الدنيا. وهو وعيد بجزائهم على البغي.

ثم بين تعالى شأن الدنيا وقصر مدة التمتع بها وقرب زمان الرجوع الموعود بقوله:

{ إِنَّمَا مَثَلُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا... }.