الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور /همام الصنعاني (ت 211 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً } * { فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً } * { فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً } * { فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً }

2970- عبد الرزاق، عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل، قال: شهدت عَلِيّاً وهو يخطب، وهو يقُولُ: سَلُونِي، فوالله لا تَسألوني عن شيء يكون إلى يوْمِ القيامة إلاَّ حدثتكم به، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آيةٍ إلاَّ وأنا أَعْلَمُ بلَيْلٍ نَزَلَتْ أم بنهَارٍ، أم في سَهْلٍ أم في جبلٍ، فقال إليه ابن الكواء وأنا بينه وبين علي - وهُوَ خلفي - قال: ما { وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً * فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً * فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً * فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } [الذاريات: 1-2-3-4]، فقال علي، ويلك سَلْ تَفَقُّهاً وَلاَ تَسْأَلْ تَعَنُّتاً، { وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً }: الرّياح { فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً }: قال: السحاب،، { فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً }: السُّفُن، { فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً }. قال: الملائكة. قال: أفرأيت السَّوَاد الذي في القمر، ما هو؟ قال: أعمى سأل عن عمياء، أما سمعت الله يقولُوَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلَّيلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً } [الإسراء: 12] فذلك محوه السَّوَاد الذي فيه. أفرأيت ذا القرنين؟ آَنَبِيّاً كانَ أَمْ مَلَكاً! قال: ولا وَاحِد منهما، ولكن كان عبداً صالحاً أَحَبَّ الله فأحبه الله؛ وناصَحَ الله فَنَاصَحَهُ، دَعَا قومه إلى الهُدَى فضربوه على قرنه فمكث مَا شَاءَ الله، ثم دعاهم إلى الله فضربوه على قرنه الأخرى ولم يكن له قرنان كقرني الثور. قال: أفرأيت (هذا القوس) ما هِيَ؟ قال: علامة كانت بين نوح وبين رَبّه وأما من الغَرَق. قال: أفرأيت البيت المعمور، ما هو؟ قال: ذَلِكَ (الصُّراحُ) في سبع سماوات تحت العرش يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف مَلَك لاَ يَعُودُونَ إليه يَوْمِ القيامة. قال: فمنٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ } [إبراهيم: 28] قال: الأفْجران من قريش: بنو أمية، وبنو مخزوم، كُفِيتَهُم يَوْمَ بَدْرٍ. قال: فَمنْٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } [الكهف: 104]! قال: كانت أهل حروراء منهم.