الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور /همام الصنعاني (ت 211 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

2938- حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: { قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا }: [الآية: 14]، قال: لمْ تَعُمّ هذه الآية الأعراب، إنَّ مِنَ الأعراب من يؤمن بالله ويتخذ ما ينفق قربات عند الله، ولكنها الطوائف من الأعراب.

2939- قال معمر، وقال الزهري: { قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا }: [الآية: 14]، قال: نَرَى أن الإِسْلاَمَ الكلمة، والإِيمان العمل.

2940- حدثنا عبد الرزاق، عن (الثوري)، عن عمرو بن قيس الملائي، عن زيد السُّلَمي، قال: " قال النبي صلى الله عليه وسلم للحارث بن مالك: " كيف أصبحت يا حارث بن مالك؟ " قال: مِنَ المؤمنين، قال: " اعلم ما تَقُول " قال: مؤمن حقاً. قال: " فإن لكل حق حقيقة، فما حقيقة ذلكَ؟ " قَالَ: أَظْمَأْتُ نهاري،وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَعَزَفْتُ عن الدنيا، حتى كأني أنظر إلى العرش حين يُجاء به، وكأني أنظر إلى عُوَاءِ أَهْلِ النَّارِ في النَّارِ، وتزاور أهل الجنة في الجنة، قال: " عرفت يا حارث بن مالك فالْزَم، عبداً نوَّرَ الله الإِيمان في قلبه " قال: يا رسول الله، ادعُ لِي بالشهادة، فدعا له. قال: فأغير على سرح المدينة، فَخَرَج فَقَاتَلَ حتى قُتِلَ ".

2941- حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزّهري، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه: قال: أَعْطَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجالاً، ولم يعطِ رجلاً منهم شيئاً، فقال سعدٌ: يا نبيّ الله،ـ أعطيت فلاناً وفلاناً، ولم تعطِ فلاناً شيئاً، وهو مؤمن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أو مسلم، حتى أعادها ثلاثاً والنبي يقول: أَوَ مُسْلِم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني أعطيت رجالاً وأدع من هو أحَبَّ إلَيَّ منهم، لا أعطيهم شيئاً مخافة أن يُكَبُّوا في النَّارِ عَلَى وجوههم ".

2942- حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن صالح بن مسمار، قال: بلغني أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: " " ما أنت يا حارث بن مالك؟ " قال: مُؤْمِنٌ يا نبيّ الله، قال: " مؤمن حقاً؟ " قال: مؤمن حَقاً، قال: " فإنَّ لكل حق حقيقة فما حقيقة ذلِكَ؟ " قال: عَزَفْتُ نفسي عن الدنيا، وأَظْمَأَتُ نهاري، وأَسْهَرْتُ ليلي، وكأني أنظر إلى عرش رَبِّي، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورُونَ، فيها، وكأني أسمع عُوَاءَ أَهْلِ النَّارِ في النار، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: " مُؤْمِنٌ نوَّر اللهُ قَلْبَهُ " ".