2239- حدّثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن رَجُلٍ، عن عامر الشعبي، قال: لمَّا نزلت آية الهجرة كتب بها المسلمون إلى إخوانهم بمكة، فخرجوا حتَّى إذا كانوا ببعض الطريق، أدركهم المشركون فردُّوهُم فأنزل الله تعالى: { الۤـمۤ * أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ }: [الآيات: 1-2]، عشر آيات من أول السورة، فتعاهدوا أن يخرجوا إلى المدينة فخرجوا، فتبعهم المشركون فاقتتلوا، فمِنْهُمْ من قتل، ومنهم مَنْ نَجا فنزلت فيهم:{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [النحل: 110]. 2240- حدّثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا ابن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت عِكْرِمة يقول: كان ناس بمكة قد شهِدوا أن لا إله إلا الله، فلمّا خرج المشركون إلى بدر، أخرجوهم معهم فقتلوا، قال: فنزلت فيهم:{ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ... } [النساء: 97] إلى قوله{ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ... وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [النساء: 99-100]، قال: فكتب بها المسلمون الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة، فخرج ناس من المسلمين، حتى إذا كانوا ببعض الطريق طلبهم المشركون فأدركوهم، فمنهُمْ من أعطى الفتنة فأنزل الله: { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِ }: [الآية: 10]، فكتب به المسلمون الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة، فقال رجل من بني ضمرة لأهله وكان مريضاً: أخرجوني إلى الروح، فأخرجوه حتى إذَا كان بالخضخاض: فمات، فأنزل الله عزّ وجلّ:{ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ... } [النساء: 100]، ونزل في أولئك الذين كانوا أعطوا الفتنة:{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [النحل: 110]. 2241- حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى: { وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ }: [الآية: 2]، قال: لا يُبْتَلُونَ.