الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور /همام الصنعاني (ت 211 هـ) مصنف و مدقق


{ للَّهِ ما فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ ٱللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِٱللَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ } * { لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَٰـنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }

361- عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن قتادة في قوله تعالى: { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ ٱللَّهُ }: [الآية: 284]، قال: نسخها قوله تعالى: { لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ }: [الآية: 286].

366- عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، قال: سمعت الزهري يقول: إنَّ ابن عمر قَرَأَ: { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ }: [الآية: 284] فبكى وقال: إننا لمؤاخذون بما نُحَدِّث به أنفسنا! فبكى حتى سمع نشيجه، فقام رجل من عنده، فأتى ابن عباس فذكر له ذلك فقال: يرحم الله ابن عمر لقد وجد المسلمون نحواً مما وجد حتى نزلت بعدها: { لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ }: [الآية: 286].

367- عبد الرزاق قال: سمعت هشاماً يحدث عن الحسن في قوله تعالى: { إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا }: [الآية: 286] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تَجوَّز الله لهذه الأمة عنِ الخطأ والنسيان وما أُكرِهُوا عليه ".

368- عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن قتادة في قوله تعالى: { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا }: [الآية: 286]، قال: بلغني أن الله " تجاوز لهذه الأمة عن نسيانها وما حدثت به أنفسها ".

369- عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: { وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً }: [الآية: 286]، قال: لا تحمل علينا عهداً وميثاقاً، { كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا } ، يقول: كما غُلِّظ على الذين من قبلنا.

370- عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن صاحب له، عن أبي قلابة، قال: إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بأَلْفَيْ سنة، ثم وضعه على عرشه أو قال: في عرشه، وكان خواتم البقرة من ذلك الكتاب، قال: ومن قرأ خاتمة البقرة لم يدخل الشيطان بيته ثلاثاً.

371- عبد الرزاق، قال معمر: وأخبرني من سمع الحسن يقول: كان مما منَّ الله تبارك وتعالى على نَبِيَّه أنه قال: وأعطيتك خواتم سورة البقرة، وهي من كنوز عرشي.

372- عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن عاصم بن بهدلة، عن علقمة بن قيس، قال: من قرأ خواتم سورة البقرة في ليلة أَجْزَأَت عنه قيام تلك الليلة.

373- عبد الرزاق، قال: حدثني الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ في ليلة بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه ".

374- عبد الرزاق، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، قال: كنت عند ابن عمر، فقرأ: { للَّهِ ما فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ } [الآية: 284] إلى قوله تعالى: { قَدِيرٌ } فبكى، قال: وانطلقت حتى أتيت على ابن عباس، فقلت: [يابن عباس] كنت عند ابن عمر آنفاً، فقرأ هذه الآية، فبكى، قال: آية آية؟، قال: قلت: { للَّهِ ما فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } إلى { قَدِيرٌ } قال: فضحك ابن عباس، وقال يرحم الله ابن عمر، أو ما يدري فيما أُنْزِلَت وكيف أُنْزِلَت؟ إنَّ هذه الآية حين أُنْزِلَت غمَّت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غمّاً شديداً، وغاظتهم غيظاً شديداً، وقالوا: يا رسول الله هلكنا، إنما كنا نؤخذ بما تَكَلَّمْنا، فأما ما يعقل قلوبنا ليست بأيدينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا: سمعنا وأطعنا، فقالوا: سمعنا وأطعنا، قال فنسختها هذه الآية: { ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ } [الآية: 285] إلى: { وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ }: [الآية: 286]، قال: فتجوز لهم عن حديث النفس وأُخِذُوا بالأعمال.