الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور /همام الصنعاني (ت 211 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَٰهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً } * { قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً } * { قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصاً } * { فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً } * { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } * { قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } * { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً } * { قَالَ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً } * { قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً } * { فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } * { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } * { قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً } * { فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } * { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } * { قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَٰحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً } * { فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ ٱسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } * { قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } * { أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي ٱلْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً } * { وَأَمَّا ٱلْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً } * { فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً } * { وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِـع عَّلَيْهِ صَبْراً }

1696- حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن قتادة أنه قيل له: إن آية لقيك إياه أن تَنْسَى بعض متاعك، فَخَرَجَ هو وفتاه، يُوشع بن نون، وتزوّدا حوتاً مملوحاً حتى إذا كانا حيث شاء الله، ردَّ الله إلى الحوت روحه، فسرب في البحر، فاتخذ الحوت طريقه في البحر سرباً، فسرب فيه، فلما جاوزا، قال: لفتاه: { آتِنَا غَدَآءَنَا }: [الآية: 62]، حتى بلغ: { وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً }: [الآية: 63]، فكان موسى اتخذ سبيله في البحر عجباً، فجعل يعجب من سرب الحوت.

1697- حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما اقتصّ موسى أثر الحوت انتهى إلى رجل راقد، قد سجى عليه ثوبه، فسلم عليه موسى، فكشف الرجل عن وجهه الثوب، فرد عليه السلام، ثم قال له: من أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أصاحب بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: أو ما كان لك من بني إسرائيل شغل؟ قال: بلى، ولكني أمرت أن آتيك وأصحبك { قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً }: [الآية: 67]، كما قص الله عليك حتى بلغ فلما { رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا }: [الآية: 71]، قال موسى: { أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً }: [الآية: 71]، يقول: نكراً، { قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً * فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً (زَكِيَّةً) بِغَيْرِ نَفْسٍ }: [الآيات: 73-74].

قال معمر، وقال الحسن: تائبة. قال أبو إسحاق في حديثه: { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } حتى بلغ: { وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً }: [الآيات: 74-79].

1698- حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن ليث، عن طاوس، أن رجلاً ابتاع خمراً وحمله إلى أرض الهند، فلما دنا منهم صبّ عليه ماء مثله ثم باعه، وجعل ثمنه في كيس، ثم ربطه في دقل، ثم ساروا وكان معهم قرد في السفينة، فصعد القرد حتى استوى على رأس الدقل، ثم أخذ الكيس ففتحه، فجعل يلقي في السفينة درهماً وفي البحر درهماً، حتى أتى على آخره.

1699- عبد الرزاق، وقال معمر، وقال قتادة: أمامهم، ألا ترى أنه يقول:مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ } [الجاثية: 10]، ومن بين يديه، وفي حرف ابن مسعود { وكان (ورائهم) ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً }: [الآية: 79]. [ { وأما الغلام فكان كافراً } ] [الآية: 80]، وفي حرف أبي بن كعب: { وكان أبواه مؤمنين... * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً }: [الآيات: 80-81]، أبرّ بوالديه { وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا }: [الآية: 82]، قال: مال لهما.

1700- حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن قتادة: أُحِلَّ الكنز لمن كان قبلنا، وحُرِّم علينا، وحُرِّمت الغنيمة على من كان قبلنا، وأُحلت لنا.

السابقالتالي
2 3