قوله تعالى: { فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ } [14] 611- أنا محمد بن العلاءِ، قال: حدثنا أبو مُعاوية، عن الأعمشِ، عن المِنهالِ بن عمرو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ قال: لما أراد اللهُ عزَّ وجلَّ أن يرفع عيسى، عليه السَّلامُ/ إلى السماء، خرج على أصحابه وهم في بيتٍ، اثنا عشر رجلاً، ورأسه يقطر ماءً، فقال: أيكم يُلقى شبهي عليه، فيقتلُ مكاني فيكون معي في درجتي؟ فقام شابٌ من أحدثهم سِناً، فقال: أنا: فقال: اجلس. ثم أعاد عليهم. فقام الشابُّ فقال: أنا. فقال: اجلس، ثم أعاد عليهم الثالثة. فقال الشابُّ: أنا. فقال عيسى عليه السلام: نعم أنت، فأُلقي عليه شبهُ عيسى عليه السلامُ، ثم رفع عيسى من روزنةٍ كانت في البيتِ إلى/ السَّماءِ، وجاء الطَّلبُ من اليهودِ فأخذوا الشَّابَّ للشَّبهِ. فقتلوه ثم صلبوه. فتفرقوا ثلاث فرقٍ. فقالت فرقةٌ: كان فينا اللهُ عزَّ وجلَّ ما شاء ثم صعد إلى السَّماءِ، وهؤُلاءِ اليعقوبيةُ. وقالت فرقةٌ: كان فينا ابنُ اللهِ ما شاء [الله] ثم رفعه اللهُ إليه وهؤلاءِ النّسطوريَّة. وقالت طائفةٌ: كان فينا عبد اللهِ ورسوله ما شاء [الله] ثم رفَعَهُ اللهُ [فَـ]ـهؤلاءِ المُسلمون. فتظاهرتِ الكافرتانِ على المُسلمة فقتلوها، فلم يزل الإسلامُ طامساً حتى بعث اللهُ محمداً صلى الله عليه وسلم فأنزل اللهِ عزَّ وجلَّ { فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ } يعني: الطَّائفة التي كفرت في زمان عيسى، عليه السلامُ. والطَّائفة التي آمنت في زمانِ عيسى { فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ } بإِظهار محمدٍ صلى الله عليه وسلم دينهم على دين الكُفَّارِ { فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ }.