الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } * { وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ } * { وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } * { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } * { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ } * { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } * { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ } * { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ } * { وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ } * { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ } * { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ } * { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ } * { وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ } * { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ } * { لاَ يَصْلَٰهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى } * { ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى } * { ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ } * { وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ } * { إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ } * { وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { وَٱلْلَّيْلِ } يقول أقسم الله بالليل { إِذَا يَغْشَىٰ } ضوء النهار { وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ } ظلمة الليل { وَمَا خَلَقَ } والذي خلق { ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ إِنَّ سَعْيَكُمْ } عملكم { لَشَتَّىٰ } مختلف مكذب بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ومصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وعامل للجنة وعامل للنار ولهذا كان القسم { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ } تصدق بماله في سبيل الله واشترى تسعة نفر من المؤمنين كانوا في أيدي الكافرين يعذبونهم على دينهم فاشتراهم منهم وأعتقهم { وَٱتَّقَىٰ } الكفر والشرك والفواحش { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } بعدة الله ويقال بالجنة بلا إله إلا الله { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ } فسنهون عليه الطاعة ونستوفقه بالطاعة مرة بعد مرة ويقال الصدقة في سبيل الله مرة بعد مرة وهو أبو بكر الصديق { وَأَمَّا مَن بَخِلَ } بماله عن سبيل الله وهو الوليد بن المغيرة ويقال أبو سفيان بن حرب فلم يكن مؤمناً حينئذ { وَٱسْتَغْنَىٰ } في نفسه عن الله { وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ } بعدة الله ويقال بالجنة ويقال بلا إله إلا الله { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ } فسنهون عليه المعصية مرة بعد مرة والإمساك عن الصدقة في سبيل الله { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ } الذي جمع في الدنيا { إِذَا تَرَدَّىٰ } إذا مات ويقال إذا تردى في النار { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ } للبيان بيان الخير والشر { وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ } ثواب الدنيا والآخرة ويقال لنا للآخرة والأولى الآخرة بالثواب والكرامة والأولى بالمعرفة والتوفيق { فَأَنذَرْتُكُمْ } خوفتكم يا أهل مكة بالقرآن { نَاراً تَلَظَّىٰ } تغيظ وتتلهب { لاَ يَصْلاَهَآ } لا يدخلها يعني النار { إِلاَّ ٱلأَشْقَى } في علم الله { ٱلَّذِي كَذَّبَ } بالتوحيد ويقال قصر عن طاعة الله { وَتَوَلَّىٰ } عن الإيمان ويقال عن التوبة { وَسَيُجَنَّبُهَا } يباعد ويزحزح عن النار { ٱلأَتْقَى } التقي { ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ } يعطي ماله في سبيل الله وهو أبو بكر الصديق { يَتَزَكَّىٰ } يريد بذلك وجه الله { وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ } ولم يعمل ذلك مجازاة لأحد { إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ } إلا طلب رضا ربه الأعلى أعلى كل شيء { وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ } يعطى من الثواب والكرامة حتى يرضى وهو أبو بكر الصديق وأصحابه.