الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } * { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } * { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } * { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } * { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } * { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } * { وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } * { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } * { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } * { فَكُّ رَقَبَةٍ } * { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } * { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } * { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } * { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } * { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { لاَ أُقْسِمُ } يقول أقسم { بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } مكة { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } يقول قد أحل الله لك في هذا البلد ما لا يحل لأحد قبلك ولا بعدك ويقال وأنت حل نازل بهذا البلد ويقال وأنت في حل مما صنعت في هذا البلد { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } فالوالد آدم وما ولد بنوه ويقال الوالد الذي يلد من الرجال والنساء وما ولد الذي لا يلد من الرجال والنساء أقسم الله بهؤلاء الأشياء { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ } يعني كلدة بن أسيد { فِي كَبَدٍ } معتدل القامة ويقال يكابد أمر الدنيا والآخرة ويقال في كبد في قوة وشدة { أَيَحْسَبُ } أيظن الكافر في قوته وشدته { أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } يعني على أخذه وعقوبته أحد يعني الله { يَقُولُ } يعني كلدة بن أسيد ويقال الوليد بن المغيرة { أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } أنفقت مالاً كثيراً في عداوة محمد عليه الصلاة والسلام فلم ينفعني ذلك شيئاً { أَيَحْسَبُ } أيظن الكافر { أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } لم ير الله صنيعه أنفق أم لا ثم ذكر منته عليه فقال { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } ينظر بهما { وَلِسَاناً } ينطق به { وَشَفَتَيْنِ } يضم ويرفع بهما { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } بيَّنا له الطريقين طريق الخير والشر ويقال طريق الثديين { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } يقول هل جاوز تلك العقبة الذي يدعي القوة وهي الصراط { وَمَآ أَدْرَاكَ } يا محمد { مَا ٱلْعَقَبَةُ } هي عقبة ملساء بين الجنة والنار يعجبه بذلك { فَكُّ رَقَبَةٍ } يقول اقتحامها فك رقبة ويقال لا يتجاوز تلك العقبة إلا من قد فك رقبة أعتق نسمة إذا قرأت بنصب الكاف والتاء { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } ذي مجاعة وشدة { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } ذا قربة { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } لاصق بالتراب من الجهد والمسكين الذي لا شيء له { ثُمَّ كَانَ } مع ذلك { مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } فيما بينهم بين ربهم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَتَوَاصَوْاْ } تحاثوا { بِٱلصَّبْرِ } على أداء فرائض الله والمرازي { وَتَوَاصَوْاْ } تحاثوا { بِٱلْمَرْحَمَةِ } بالترحم على الفقراء والمساكين { أُوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } أهل الجنة الذين يعطون كتابهم بيمينهم { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن كلدة وأصحابه { هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْئَمَةِ } أهل النار الذين يعطون كتابهم بشمالهم { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ } مطبقة بلغة طي.