الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } * { ٱلأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَاتِ ٱلرَّسُولِ أَلاۤ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

{ سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ } عبد الله بن أبي وأصحابه { لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ } إذا رجعتم من غزوة تبوك { إِلَيْهِمْ } بالمدينة لتعرضوا عنهم { لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ } لتصفحوا عنهم ولا تعاقبوهم { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ } ولا تعاقبوهم { إِنَّهُمْ رِجْسٌ } نجس قذر { وَمَأْوَاهُمْ } مصيرهم { جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يقولون ويعملون من الشر { يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ } بالحلف { فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ } بالحلف الكاذب { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } المنافقين { ٱلأَعْرَابُ } أسد وغطفان { أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً } هم أشد على الكفر والنفاق من غيرهم { وَأَجْدَرُ } أحرى أيضاً { أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } فرائض ما أنزل الله { عَلَىٰ رَسُولِهِ } في الكتاب { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بالمنافقين { حَكِيمٌ } فيما حكم عليهم بالعقوبة ويقال عليم بجهل من ترك التعلم حكيم حكم أن من لا يتعلم العلم يكون جاهلاً { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ } يعني أسد وغطفان { مَن يَتَّخِذُ } يحتسب { مَا يُنفِقُ } في الجهاد { مَغْرَماً } غرماً { وَيَتَرَبَّصُ } ينتظر { بِكُمُ ٱلدَّوَائِرَ } الموت والهلاك { عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } منقلبة السوء وعاقبة السوء { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لمقالتهم { عَلِيمٌ } بعقوبتهم { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ } مزينة وجهينة وأسلم { مَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } في السر والعلانية { وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ } في الجهاد { قُرُبَاتٍ عِندَ ٱللَّهِ } قربة إلى الله في الدرجات { وَصَلَوَاتِ ٱلرَّسُولِ } دعاء الرسول { أَلاۤ إِنَّهَا } يعني النفقة { قُرْبَةٌ لَّهُمْ } إلى الله في الدرجات { سَيُدْخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ } في جنته { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } لمن تاب { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ } بالإيمان الذين صلوا إلى قبلتين وشهدوا بدراً { وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ } بأداء الفرائض واجتناب المعاصي إلى يوم القيامة { رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } بإحسانهم { وَرَضُواْ عَنْهُ } بالثواب والكرامة { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي تَحْتَهَا } من تحت أشجارها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الماء والخمر والعسل واللبن { خَالِدِينَ فِيهَآ } مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { أَبَداً ذٰلِكَ } الرضوان والجنان { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } النجاة الوافرة.