الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } * { لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ } * { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ } مع النساء والصبيان { وَطُبِعَ } ختم { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } لا يصدقون أمر الله { لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ } محمد صلى الله عليه وسلم { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } في السر والعلانية { مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ } في سبيل الله { وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ } الحسنات المقبولات في الدنيا ويقال الجواري الحسان في الآخرة { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الناجون من السخط والعذاب { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { ذٰلِكَ } الذين ذكرت { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } النجاة الوافرة فازوا بالجنة وما فيها ونجوا من النار وما فيها { وَجَآءَ } إليك يا محمد { ٱلْمُعَذِّرُونَ } مخففة من كان له عذر { مِنَ ٱلأَعْرَابِ } من بني غفار وإن قرأت المعذرون مشددة يعني من لم يكن له عذر { لِيُؤْذَنَ لَهُمْ } لكي يأذن لهم رسول الله بالتخلف عن غزوة تبوك { وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } في السر ويقال خالفوا الله ورسوله في السر في الجهاد بغير إذن. { سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ } من المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه { عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع { لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ } من الشيوخ والزمنى { وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ } من الشباب { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ } في الجهاد { حَرَجٌ } مأثم بالتخلف { إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ } في الدين { وَرَسُولِهِ } في السنة { مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ } بالقول والفعل { مِن سَبِيلٍ } من حرج { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } متجاوز لمن تاب { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ } إلى الجهاد بالنفقة عبد الله بن مغفل بن يسار المزني وسالم بن عمير الأنصاري وأصحابهما { قُلْتَ } لهم { لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ } إلى الجهاد من النفقة { تَوَلَّوْا } خرجوا من عندك { وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ } تسيل { مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ } بأن لم يجدوا { مَا يُنْفِقُونَ } في الجهاد { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ } الحرج { عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ } بالتخلف { وَهُمْ أَغْنِيَآءُ } بالمال عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير وأصحابهم نحو سبعين رجلاً { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ } مع النساء والصبيان { وَطَبَعَ ٱللَّهُ } ختم الله { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أمر الله ولا يصدقون { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ } من غزوة تبوك { إِلَيْهِمْ } إلى المدينة بأنا لم نقدر أن نخرج معك { قُل } يا محمد لهم { لاَّ تَعْتَذِرُواْ } بالتخلف { لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ } لن نصدقكم بما تقولون من العلل { قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ } أخبرنا الله { مِنْ أَخْبَارِكُمْ } من أسراركم ونفاقكم { وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ } بعد ذلك إن تبتم { ثُمَّ تُرَدُّونَ } في الآخرة { إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ } ما غاب عن العباد ويقال الغيب ما لم يعلمه العباد ويقال ما يكون { وَٱلشَّهَادَةِ } ما علمه العباد ويقال ما كان { فَيُنَبِّئُكُم } يخبركم { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } وتقولون من الخير والشر.