الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ } * { كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِندَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ فَمَا ٱسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَٱسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ } * { كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ } * { ٱشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُعْتَدُونَ } * { فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَإِخْوَٰنُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَنُفَصِّلُ ٱلأيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }

{ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ } استأمنك { فَأَجِرْهُ } فأمنه { حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلاَمَ ٱللَّهِ } قراءتك لكلام الله { ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ } وطنه حيثما جاء إن لم يؤمن { ذٰلِكَ } الذي ذكرت { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ } أمر الله وتوحيده { كَيْفَ } على وجه التعجب { يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِندَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } بعد عام الحديبية وهم بنو كنانة { فَمَا ٱسْتَقَامُواْ لَكُمْ } بالوفاء { فَٱسْتَقِيمُواْ لَهُمْ } بالتمام { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ } عن نقض العهد { كَيْفَ } على وجه التعجب كيف يكون بينكم وبينهم عهد { وَإِن يَظْهَرُوا } يغلبوا { عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ } لا يحفظوكم { إِلاًّ } لقبل القرابة ويقال لقبل الله { وَلاَ ذِمَّةً } لا لقبل العهد { يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ } بألسنتهم { وَتَأْبَىٰ } تنكر { قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ } كلهم { فَاسِقُونَ } ناقضون العهد { ٱشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { ثَمَناً قَلِيلاً } عوضاً يسيراً { فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ } عن دينه وطاعته { إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } بئس ما كانوا يصنعون من الكتمان وغيره ويقال نزلت هذه الآية في شأن اليهود { لاَ يَرْقُبُونَ } لا يحفظون { فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ } قرابة ويقال إلاًّ هو الله { وَلاَ ذِمَّةً } لا لقبل العهد { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُعْتَدُونَ } من الحلال إلى الحرام بنقض العهد وغيره { فَإِن تَابُواْ } من الشرك وآمنوا بالله { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أقروا بالصلوات { وَآتَوُاْ ٱلزَّكَاةَ } أقروا بالزكاة { فَإِخْوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ } في الإسلام { وَنُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } نبين القرآن بالأمر والنهي { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } ويصدقون { وَإِن نَّكَثُوۤاْ } أهل مكة { أَيْمَانَهُم } عهودهم التي بينكم وبينهم { مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ } عابوكم في دين الإسلام { فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ } قادة الكفر أبا سفيان وأصحابه { إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ } لا عهد لهم { لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ } لكي ينتهوا عن نقض العهد.