الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلنَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ } * { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْخِزْيُ ٱلْعَظِيمُ } * { يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ } * { لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } * { ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }

{ وَمِنْهُمُ } من المنافقين جذام بن خالد وإياس بن قيس وسماك بن يزيد وعبيد بن مالك { ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلنَّبِيَّ } بالطعن والشتم { وَيِقُولُونَ } بعضهم لبعض { هُوَ أُذُنٌ } يسمع منا ويصدقنا إذا قلنا له ما قلنا فيك شيئاً { قُلْ } لهم يا محمد { أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ } لا الشر أي يسمع منكم ويصدقكم بالخير لا بالكذب ويقال أذن خير إن كان أذناً فهو خير لكم { يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ } يصدق قول الله { وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ } يصدق قول المؤمنين المخلصين { وَرَحْمَةٌ } من العذاب { لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ } في السر والعلانية { وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ } بالتخلف عنه في غزوة تبوك جلاس بن سويد وسماك بن عمر ومخشي بن حمير وأصحابهم { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع في الدنيا والآخرة { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ } بالتخلف عن الغزو { وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ } لو كانوا مصدقين في إيمانهم { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ } يعني جلاساً وأصحابه { أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ } يخالف الله { وَرَسُولَهُ } في السر { فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْخِزْيُ ٱلْعَظِيمُ } العذاب الشديد { يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ } عبد الله بن أبي وأصحابه { أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ } على نبيهم { سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ } تخبرهم { بِمَا فِي قُلُوبِهِم } من النفاق { قُلِ } يا محمد لوديعة بن جذام وجد بن قيس وجهير بن حمير { ٱسْتَهْزِءُوۤاْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ } مظهر { مَّا تَحْذَرُونَ } ما تكتمون من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه

{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } يا محمد عماذا ضحكتم { لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ } نتحدث عن الركب { وَنَلْعَبُ } نضحك فيما بيننا { قُلْ } يا محمد لهم { أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ } القرآن { وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ } بقولكم { قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ } جهير بن حمير لأنه لم يستهزئ معهم ولكن ضحك معهم { نُعَذِّبْ طَآئِفَةً } وديعة بن جذام وجد بن قيس { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } مشركين في السر { ٱلْمُنَافِقُونَ } من الرجال { وَٱلْمُنَافِقَاتُ } من النساء { بَعْضُهُمْ مِّن بَعْضٍ } على دين بعض في السر { يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ } بالكفر ومخالفة الرسول { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ } عن الإيمان وموافقة الرسول { وَيَقْبِضُونَ } يمسكون { أَيْدِيَهُمْ } عن النفقة في الخير { نَسُواْ ٱللَّهَ } تركوا طاعة الله في السر { فَنَسِيَهُمْ } خذلهم في الدنيا وتركهم في الآخرة في النار { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } الكافرون في السر.