الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } * { فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ } * { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } * { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ } * { وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ } * { وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ } * { إِنَّمَا ٱلصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ قُلْ } يا محمد للمنافقين { أَنفِقُواْ } أموالكم { طَوْعاً } من قبل أنفسكم { أَوْ كَرْهاً } جبراً مخافة القتل { لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ } ذلك { إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } منافقين { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ } في السر { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ } إلى الصلاة { إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ } متثاقلون { وَلاَ يُنفِقُونَ } شيئاً في سبيل الله { إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } ذلك { فَلاَ تُعْجِبْكَ } يا محمد { أَمْوَالُهُمْ } كثرة أموالهم { وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ } كثرة أولادهم { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ } تخرج أنفسهم في الحياة الدنيا { وَهُمْ كَافِرُونَ } مقدم ومؤخر { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ } عبد الله بن أبي وأصحابه { إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } معكم في السر والعلانية { وَمَا هُم مِّنكُمْ } معكم في السر والعلانية { وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } يخافون من سيوفكم { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً } حرزاً يلجؤون إليه { أَوْ مَغَارَاتٍ } في الجبل { أَوْ مُدَّخَلاً } سرباً في الأرض { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ } لذهبوا إليه { وَهُمْ يَجْمَحُونَ } يهرولون هرولة والجموح مشي بين مشيين { وَمِنْهُمْ } من المنافقين أبو الأحوص وأصحابه { مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ } يطعن عليك في قسمة الصدقات يقولون لم يقسم بيننا بالسوية { فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا } من الصدقات حظاً وافراً { رَضُواْ } بالقسمة { وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا } من الصدقات حظاً وافراً { إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ } بالقسمة { وَلَوْ أَنَّهُمْ } يعني المنافقين { رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ } بما أعطاهم الله من فضله { وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ } ثقتنا بالله { سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } سيغنينا الله من فضله برزقه { وَرَسُولُهُ } بالعطية { إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ } رغبتنا إلى الله لو قالوا هكذا لكان خيراً لهم ثم بيَّن لمن الصدقات فقال { إِنَّمَا ٱلصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ } لأصحاب الصفة { وَٱلْمَسَاكِينِ } للطوافين { وَٱلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا } لجابي الصدقات { وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ } بالعطية أبي سفيان وأصحابه نحو خمسة عشر رجلاً { وَفِي ٱلرِّقَابِ } المكاتبين { وَٱلْغَارِمِينَ } لأًصحاب الديون في طاعة الله { وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } وللمجاهدين في سبيل الله { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } الضيف النازل المار بالطريق { فَرِيضَةً } قسمة { مِّنَ ٱللَّهِ } لهؤلاء { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بهؤلاء { حَكِيمٌ } فيما حكم لهؤلاء.