الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ } * { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } * { إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِئُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ } علماء اليهود { وَٱلرُّهْبَانِ } أصحاب الصوامع { لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ } بالرشوة والحرام { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن دين الله وطاعته { وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ } يجمعون { ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا } يعني الكنوز { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله ويقال ولا يؤدون زكاتها { فَبَشِّرْهُمْ } يا محمد { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } وجيع { يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا } على الكنوز ويقال على النار { فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا } فتضرب بالكنوز { جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا } يقال لهم عقوبة هذا { مَا كَنَزْتُمْ } بما جمعتم من الأموال { لأَنْفُسِكُمْ } في الدنيا { فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ } بما كنتم { تَكْنِزُونَ } تجمعون { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ } يقول السنة بالشهور عند الله يعني شهور السنة التي تؤدى فيها الزكاة { ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } في اللوح المحفوظ { يَوْمَ } من يوم { خَلَقَ ٱلسَّمَاوَات وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ } من الشهور { أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم { ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } الحساب القائم لا يزيد ولا ينقص { فَلاَ تَظْلِمُواْ } فلا تضروا { فِيهِنَّ } في الشهور { أَنْفُسَكُمْ } بالمعصية ويقال في الأشهر الحرم { وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً } جميعاً في الحل والحرم { كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً } جميعاً { وَٱعْلَمُوۤاْ } يا معشر المؤمنين { أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش ونقض العهد والقتال في أشهر الحرم { إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ } يقول تأخير المحرم إلى صفر معصية زيادة مع الكفر { يُضَلُّ بِهِ } يغلط بتأخير المحرم إلى صفر { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ } يعني المحرم { عَاماً } فيقاتلون فيه { وَيُحَرِّمُونَهُ } يعني المحرم { عَاماً } فلا يقاتلون فيه فإذا أحلوا المحرم حرموا صفر بدله { لِّيُوَاطِئُواْ } ليوافقوا { عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ } أربعا بالعدد { فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ } يعني المحرم { زُيِّنَ لَهُمْ } حسن لهم { سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ } قبح أعمالهم { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي } لا يرشد إلى دينه { ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } من لم يكن أهلاً لذلك وكان الذي يفعل هذا رجلاً يقال له نعيم بن ثعلبة { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم { مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ } اخرجوا مع نبيكم { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله في غزوة تبوك { ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ } اشتهيتم الجلوس على الأرض { أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ما في الحياة الدنيا { مِنَ ٱلآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } يسير لا يبقى.