الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يَـٰأيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّادِقِينَ } * { مَا كَانَ لأَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ ٱلْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } * { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }

{ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } عبد الله بن سلام وأصحابه وغيرهم من المؤمنين { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أطيعوا الله فيما أمركم { وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّادِقِينَ } مع أبي بكر وعمر وأصحابهما في الجلوس والخروج بالجهاد { مَا كَانَ } ما جاز { لأَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ } من مزينة وجهينة وأسلم { أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ } في الغزوة { وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ } لا يكونوا على أنفسهم أشق من نفس النبيّ صلى الله عليه وسلم ويقال ولا يرغبوا بأنفسهم بصحبة أنفسهم عن صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد { ذٰلِكَ } الخروج { بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ } عطش في الذهاب والمجيء { وَلاَ نَصَبٌ } ولا تعب { وَلاَ مَخْمَصَةٌ } ولا مجاعة { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في الجهاد { وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً } لا يجوزون مكاناً يظهرون عليهم { يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ } بذلك { وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً } قتلاً وهزيمة { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ } ثواب عمل صالح في الجهاد { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ } لا يبطل { أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } ثواب المؤمنين في الجهاد { وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً } قليلة ولا كثيرة في الذهاب والمجيء { وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً } في طلب العدو { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ } ثواب عمل صالح { لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } في الجهاد { وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } ما جاز للمؤمنين { لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً } يخرجوا جميعاً في السرية ويتركوا النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وحده { فَلَوْلاَ نَفَرَ } فهلا خرج { مِن كُلِّ فِرْقَةٍ } جماعة { مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ } وبقي طائفة بالمدينة { لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ } لكي يتعلموا أمر الدين من النبي صلى الله عليه وسلم { وَلِيُنذِرُواْ } ليخبروا وليعملوا { قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ } من غزوتهم { لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } لكي يعلموا ما أمروا به وما نهوا عنه ويقال نزلت هذه الآية في بني أسد أصابتهم سنة فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأغلوا أسعار المدينة وأفسدوا طرقها بالعذرات فنهاهم الله عن ذلك { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ ٱلْكُفَّارِ } من بني قريظة والنضير وفدك وخيبر { وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ } منكم { غِلْظَةً } شدة { وَٱعْلَمُوۤاْ } يا معشر المؤمنين { أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } معين المؤمنين محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه، بالنصرة على أعدائهم { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } آية فيقرأ عليهم محمد صلى الله عليه وسلم { فَمِنْهُمْ } من المنافقين { مَّن يَقُولُ } أي يقول بعضهم لبعض { أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ } السورة والآية { إِيمَاناً } خوفاً ورجاء ويقيناً بما قال محمد { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه { فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً } خوفاً ورجاء ويقيناً { وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } بما أنزل الله من القرآن.