{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ } ما جاز لمحمد صلى الله عليه وسلم { وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { أَن يَسْتَغْفِرُواْ } أن يدعوا { لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوۤاْ أُوْلِي قُرْبَىٰ } في الرحم { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } أهل النار أي ماتوا على الكفر { وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ } أي دعاء إبراهيم { لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ } أن يسلم { فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ } أي حين مات على الكفر { تَبَرَّأَ مِنْهُ } ومن دينه { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ } دعّاء ويقال رحيم ويقال سيد ويقال كان يتأوه على نفسه فيقول أوه من النار قبل دخول النار { حَلِيمٌ } عن الجهل { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً } ليترك قوماً بمنزلة الضلال ويقال ليبطل عمل قوم { بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ } للإيمان { حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ } المنسوخ بالناسخ { إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ } من المنسوخ والناسخ { عَلِيمٌ إِنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ } خزائن السموات الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك { وَٱلأَرْضِ } وخزائن الأرض مثل الشجر والدواب والجبال والبحار وغير ذلك { يُحْيِـي } للبعث { وَيُمِيتُ } في الدنيا { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ } من عذاب الله { مِن وَلِيٍّ } قريب ينفعكم { وَلاَ نَصِيرٍ } مانع { لَقَدْ تَابَ الله عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ } تجاوز الله عن النبي { وَٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ } الذين صلوا إلى القبلتين وشهدوا بدراً ثم بيَّنهم فقال { ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ } اتبعوا النبي في غزوة تبوك { فِي سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ } في حين العسرة والشدة وكانت لهم عسرة من الزاد وعسرة من الظهر وعسرة من الحر وعسرة من العدو وعسرة من بعد الطريق { مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ } يميل { قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ } من المؤمنين المخلصين عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ } تجاوز عنهم وثبت قلوبهم حتى خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم { إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ } وتجاوز عن الثلاثة الذين خلف توبتهم كعب بن مالك وأصحابه { حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ } بسعتها { وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ } قلوبهم بتأخير التوبة { وَظَنُّوۤاْ } علموا وأيقنوا { أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ } أن لا نجاة لهم من الله { إِلاَّ إِلَيْهِ } إلا بالتوبة إليه من تخلفهم عن غزوة تبوك { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ } تجاوز عنهم وعفا عنهم { لِيَتُوبُوۤاْ } لكي يتوبوا من تخلفهم { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ } المتجاوز { ٱلرَّحِيمُ } لمن تاب.