الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } * { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } * { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } * { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } * { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } * { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } * { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } * { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } * { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } * { ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } * { مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } * { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } * { وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } * { وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ } * { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } * { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } * { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } يقول تكور كما تكور العمامة ويرمى بها في حجاب النور ويقال دهورت ويقال ذهب ضوؤها { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } تساقطت على وجه الأرض { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } ذهبت عن وجه الأرض { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ } النوق الحوامل { عُطِّلَتْ } عطلها أربابها اشتغالاً بأنفسهم { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } البهائم للقصاص ويقال حشرها موتها { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } فتحت بعضها في بعض المالح في العذب فصارت بحراً واحداً ويقال صيرت ناراً { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } قرنت بالأزواج ويقال قرنت بقرينها المؤمن بحور العين والكافر بالشيطان والصالح بالصالح والفاجر بالفاجر { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ } المقتولة المدفونة { سُئِلَتْ } أي سألت أباها { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } بأي ذنب قتلتني ويقال وإذا الوائد يعني القاتل سئل بأي ذنب قتلتها { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ } ديوان الحسنات والسيئات { نُشِرَتْ } للحساب ويقال تطايرت في الأكف { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } نزعت من أماكنها وطويت { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } أوقدت للكافرين { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } قربت للمتقين { عَلِمَتْ نَفْسٌ } علمت كل نفس برة أو فاجرة عند ذلك { مَّآ أَحْضَرَتْ } ما قدمت من خير أو شر { فَلاَ أُقْسِمُ } يقول أقسم { بِٱلْخُنَّسِ } وهي النجوم التي يخنسن بالنهار ويظهرن بالليل { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ } ويجرين بالليل إلى المجرة يكنسن بالنهار ثم يرجعن إلى أماكنهن ويغبن وكنوسهن غيبوبتهن وسقوطهن رجوعهن إلى أماكنهن وهي هذه الأنجم الخمسة زهرة وزحل ومريخ ومشتري وعطارد { وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } إذا أدبر وذهب { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } إذا أقبل واستضاء أقسم الله بهذه الأشياء { إِنَّهُ } يعني القرآن { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } يقول الله نزل به جبريل على رسول كريم على الله يعني محمداً عليه الصلاة والسلام { ذِي قُوَّةٍ } على أعدائه يعني به جبريل { عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } عند الله له القدر والمنزلة { مُّطَاعٍ } يعني جبريل مطاع { ثَمَّ } في السماء يطيعه الملائكة { أَمِينٍ } على الرسالة إلى أنبيائه { وَمَا صَاحِبُكُمْ } نبيكم محمد يا معشر قريش { بِمَجْنُونٍ } يختنق كما تقولون { وَلَقَدْ رَآهُ } رأى محمد عليه الصلاة والسلام جبريل { بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } بمطلع الشمس المرتفع { وَمَا هُوَ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { عَلَى ٱلْغَيْبِ } على الوحي { بِضَنِينٍ } بمتهم ويقال ببخيل إن قرأت بالضاد { وَمَا هُوَ } يعني القرآن { بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } متمرد لعين واسمه المرمي { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } من عذاب الله يا معشر الكفار وأمره ونهيه ويقال فأين تذهبون من أين تكذبون ويقال فأين تميلون عن القرآن فلا تؤمنون به { إِنْ هُوَ } ما هو يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ } عظة من الله { لِّلْعَالَمِينَ } الجن والإنس { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } على ما أمره الله من التوحيد وغيره { وَمَا تَشَآءُونَ } من الاستقامة والتوحيد { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } لكم ذلك { رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } رب كل ذي روح دب على وجه الأرض من أهل السماء والأرض.