الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ } * { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } * { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } * { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } * { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } * { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } * { كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } * { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } * { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } * { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } * { وَعِنَباً وَقَضْباً } * { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً } * { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } * { وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } * { مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } * { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } * { وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } * { وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } * { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } * { ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } * { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } * { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ }

{ قُتِلَ ٱلإِنسَانُ } لعن الكافر عتبة بن أبي لهب { مَآ أَكْفَرَهُ } ما الذي أكفره بالله وبنجوم القرآن يعني وبالنجم إذا هوى ويقال ما أشد كفره { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } يقول فليتفكر في نفسه من أي شيء خلقه نسمة. ثم بيَّن له فقال { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ } نسمة { فَقَدَّرَهُ } قدر خلقه باليدين والرجلين والعينين والأذنين وسائر الأعضاء { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } طريق الخير والشر بينه ويقال سبيل الرحم يسره بالخروج { ثُمَّ أَمَاتَهُ } بعد ذلك { فَأَقْبَرَهُ } فأمر به فقبر { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } بعثه من القبر { كَلاَّ } حقاً يا محمد { لَمَّا } لم { يَقْضِ } والألف ها هنا صلة لم يؤد { مَآ أَمَرَهُ } الذي أمره الله من التوحيد وغيره { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ } فليتفكر الكافر عتبة بن أبي لهب { إِلَىٰ طَعَامِهِ } في رزقه الذي يأكله كيف يحول من حال إلى حال حتى يأكله ثم بيَّن له تحويله فقال { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } يعني المطر على الأرض صبا { ثُمَّ شَقَقْنَا } صدعنا { ٱلأَرْضَ شَقّاً } صدعاً بالنبات { فَأَنبَتْنَا فِيهَا } في الأرض { حَبّاً } الحبوب كلها { وَعِنَباً } يعني الكروم { وَقَضْباً } قتاً ويقال هو الرطبة { وَزَيْتُوناً } شجرة الزيتون { وَنَخْلاً } يعني النخيل { وَحَدَآئِقَ } ما أحيط عليها من الشجر والنخيل { غُلْباً } غلاظاً طوالاً { وَفَاكِهَةً } وألوان الفاكهة { وَأَبّاً } يعني الكلأ ويقال هو التبن { مَّتَاعاً لَّكُمْ } منفعة الحبوب وغيرها { وَلأَنْعَامِكُمْ } الكلأ { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } وهو قيام الساعة صاح وخضع وانقاد وأجاب لها كل شيء وتذل الخلائق ويعلمون أنها كائنة ثم بيَّن متى تكون فقال { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ } المؤمن { مِنْ أَخِيهِ } الكافر { وَأُمِّهِ } ويفر من أمه { وَأَبِيهِ } ويفر من أبيه { وَصَاحِبَتِهِ } ويفر من زوجته { وَبَنِيهِ } ويفر من بنيه ويقال يفر هابيل من قابيل ومحمد عليه الصلاة السلام من أمه آمنة وإبراهيم من أبيه ولوطاً من زوجته واعلة ونوح من ابنه كنعان { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { شَأْنٌ يُغْنِيهِ } عمل يشغله عن غيره { وُجُوهٌ } وجوه المؤمنين المصدقين في إيمانهم { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { مُّسْفِرَةٌ } مشرقة برضا الله عنها { ضَاحِكَةٌ } معجبة بكرامة الله لها { مُّسْتَبْشِرَةٌ } مسرورة بثواب الله { وَوُجُوهٌ } وجوه المنافقين والكفار { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } غبار { تَرْهَقُهَا } تعلوها وتغشاها { قَتَرَةٌ } كآبة وكسوف { أُوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { هُمُ ٱلْكَفَرَةُ } بالله { ٱلْفَجَرَةُ } الكذبة على الله.