الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } * { يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ } * { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } * { وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني مروان وأبا لبابة بن عبد المنذر { لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ } في الدين { وَٱلرَّسُولَ } في الإشارة إلى بني قريظة أن لا تنزلوا على حكم سعد بن معاذ { وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ } ولا تخونوا في فرائض الله وهي أمانة عليكم { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } تلك الخيانة { وَٱعْلَمُوۤاْ } يعني به أبا لبابة { أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ } التي في بني قريظة { فِتْنَةٌ } بلية لكم { وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } ثواب وافر في الجنة بالجهاد { يِا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ } فيما أمركم ونهاكم { يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً } نصرة ونجاة { وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } دون الكبائر { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } سائر الذنوب { وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ } ذو المن { ٱلْعَظِيمِ } على عباده بالمغفرة والجنة { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ } في دار الندوة { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أبو جهل وأصحابه { لِيُثْبِتُوكَ } ليحبسوك سجناً وهو ما قال عمرو بن هشام { أَوْ يَقْتُلُوكَ } جميعاً وهو ما قال أبو جهل بن هشام { أَوْ يُخْرِجُوكَ } طرداً وهو ما قال أبو البحتري بن هشام { وَيَمْكُرُونَ } يريدون قتلك وهلاكك يا محمد { وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ } يريد الله قتلهم وهلاكهم يوم بدر { وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ } أقوى المهلكين { وَإِذَا تُتْلَىٰ } تقرأ { عَلَيْهِمْ } على النضر بن الحارث وأصحابه { آيَاتُنَا } بالأمر والنهي { قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا } ما قال محمد عليه الصلاة والسلام { لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا } مثل ما يقول محمد صلى الله عليه وسلم { إِنْ هَـٰذَآ } ما هذا الذي يقول محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ أَسَاطِيرُ } أحاديث { ٱلأَوَّلِينَ } وأخبارهم { وَإِذْ قَالُواْ } قال ذلك النضر { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا } الذي يقول محمد عليه الصلاة والسلام { هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ } أن ليس لك ولد ولا شريك { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا } على النضر { حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } وجيع فقتل يوم بدر صبراً { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ } ليهلكهم أبا جهل وأصحابه { وَأَنتَ فِيهِمْ } مقيم { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ } مهلكهم { وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } يريدون أن يؤمنوا { وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ } أن لا يهلكهم الله بعد ما خرجت من بين أظهرهم { وَهُمْ يَصُدُّونَ } محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه { عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } ويطوفون حوله عام الحديبية { وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ } أولياء المسجد { إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ } ما أولياءه { إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } كلهم { لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك ولا يصدقون به.