الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ } * { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ } * { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } * { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ } * { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ } * { وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاۤءً حَسَناً إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ } ليظهر دينه الإسلام بمكة { وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ } يهلك الشرك وأهله { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } وإن كره المشركون أن يكون ذلك { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ } تدعون { رَبَّكُمْ } يوم بدر بالنصرة { فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ } الدعاء { أَنِّي مُمِدُّكُمْ } معينكم { بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ } متتابعين بالنصرة لكم { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ } يعني المدد { إِلاَّ بُشْرَىٰ } لكم بالنصرة { وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ } بالمدد { قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ } بالملائكة { إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } بالنقمة من أعدائه { حَكِيمٌ } حكم عليهم بالقتل والهزيمة وحكم لكم بالنصرة والغنيمة { إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ } ألقى عليكم النوم { أَمَنَةً } لكم { مِّنْهُ } من الله من العدو وهي منة من الله لكم { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ } بالمطر من الأحداث والجنابة { وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ } وسوسة الشيطان { وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } وليحفظ قلوبكم بالصبر { وَيُثَبِّتَ بِهِ } بالمطر { ٱلأَقْدَامَ } على الرمل أي يشد الرمل حتى يثبت عليه الأقدام { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ } ألهم ربك ويقال أمر ربك { أَنِّي مَعَكُمْ } معينكم { فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } في الحرب ويقال فبشروا الذين آمنوا بالنصر { سَأُلْقِي } سأقذف { فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ } المخافة من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ } رؤوسهم { وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } مفصل { ذٰلِكَ } القتال لهم { بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ } خالفوا الله { وَرَسُولَهُ } في الدين { وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ } يخالف الله { وَرَسُولَهُ } في الدين { فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } إذا عاقب { ذٰلِكُمْ } العذاب لكم { فَذُوقُوهُ } في الدنيا { وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ } في الآخرة { عَذَابَ ٱلنَّارِ يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يوم بدر { زَحْفاً } مزاحفة { فَلاَ تُوَلُّوهُمُ } أي فلا تولوا منهم { ٱلأَدْبَارَ } منهزمين { وَمَن يُوَلِّهِمْ } يتول عنهم { يَوْمَئِذٍ } يوم بدر { دُبُرَهُ } ظهره منهزماً { إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ } مستطرداً للقتال ويقال للكرة { أَوْ مُتَحَيِّزاً } أو ينحاز { إِلَىٰ فِئَةٍ } ينصرونه ويمنعونه { فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ } فقد رجع واستوجب بسخط من الله { وَمَأْوَاهُ } مصيره { جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } صار إليه { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } يوم بدر { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ } بجبرائيل والملائكة { وَمَا رَمَيْتَ } ما بلغت التراب إلى وجوه المشركين { إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } بلغ { وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ليصنع بالمؤمنين { مِنْهُ } من رمي التراب { بَلاۤءً } صنيعاً { حَسَناً } بالنصرة والغنيمة { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لدعائكم { عَلِيمٌ } بنصرتكم.