الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } * { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } * { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } * { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } * { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } * { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } * { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ } * { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } * { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ } * { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } * { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } * { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } * { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } * { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } * { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } * { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } * { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } * { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } * { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } * { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } * { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا } * { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا } * { إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَٰهَآ } * { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا } * { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا }

{ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } ناخرة بالية ويقال ميتة إن قرأت بالألف كيف يبعثنا فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم بلى يبعثكم { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } رجعة خائبة لا تكون فقال الله { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } نفخة واحدة لا تثنى وهي نفخة البعث { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } على وجه الأرض ويقال بأرض المحشر { هَلْ أَتَاكَ } يا محمد استفهاماً منه يعني قد أتاك ويقال ما أتاك ثم أتاك { حَدِيثُ مُوسَىٰ } خبر موسى { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ } دعاه ربه { بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ } المطهر { طُوًى } اسم الوادي وإنما سمي طوى لكثرة ما مشت عليه الأنبياء ويقال قد طوي ويقال طأ يا موسى هذا الوادي بقدميك لخيره وبركته { ٱذْهَبْ } يا موسى { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } علا وتكبر وكفر بالله { فَقُلْ هَل لَّكَ } يا فرعون { إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } تصلح وتسلم فتوحد بالله { وَأَهْدِيَكَ } وأدعوك { إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ } منه فتسلم { فَأَرَاهُ } موسى { ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } العلامة العظمى اليد والعصا { فَكَذَّبَ } وقال ليس هذا من الله { وَعَصَىٰ } لم يقبل { ثُمَّ أَدْبَرَ } أعرض عن الإيمان ويقال عن موسى { يَسْعَىٰ } يعمل في أمر موسى ويقال أسرع إلى أهله { فَحَشَرَ } قومه بالشرط { فَنَادَىٰ } فخطبهم { فَقَالَ } لهم { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } أنا ربكم ورب أصنامكم الأعلى فلا تتركوا عبادتها { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ } فعاقبه الله { نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } عقوبة الدنيا بالغرق وعقوبة الآخرة بالنار ويقال عاقبه الله بكلمته الأولى والأخرى وكلمته الأولى قولهما علمت لكم من إله غيري } [القصص: 38] وكلمته الأخرى قولهأنا ربكم الأعلى } [النازعات: 24] وكان بينهما أربعون سنة { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ } فيما فعلنا بهم بفرعون وقومه { لَعِبْرَةً } لعظة { لِّمَن يَخْشَىٰ } لمن يخاف ما صنع بهم { ءَأَنتُمْ } يا أهل مكة { أَشَدُّ خَلْقاً } بعثاً وأحكم صنعة { أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا } سقفها { فَسَوَّاهَا } على الأرض { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا } أظلم ليلها { وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } أبرز نهارها وشمسها { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا } مع ذلك بسطها على الماء ويقال بعد ذلك بسطها على الماء بألفي سنة { أَخْرَجَ مِنْهَا } من الأرض { مَآءَهَا } الجاري والغائر { وَمَرْعَاهَا } كلأها { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } أوتدها { مَتَاعاً لَّكُمْ } منفعة لكم { وَلأَنْعَامِكُمْ } الماء والكلأ { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } وهي قيام الساعة طمت وعلت على كل شيء فليس فوقها شيء { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ } يتعظ ويعلم الكافر النضر وأصحابه { مَا سَعَىٰ } الذي عمل في كفره { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ } أظهرت الجحيم { لِمَن يَرَىٰ } لمن يجب له دخولها { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } علا وتكبر وكفر بالله هو النضر بن الحارث بن علقمة { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } اختار الدنيا على الآخرة والكفر على الإيمان { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } مأوى من كان هكذا { وَأَمَّا مَنْ خَافَ } عند المعصية { مَقَامَ رَبِّهِ } مقامه بين يدي ربه فانتهى عن المعصية { وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } عن الحرام الذي يشتهيه وهو مصعب بن عمير { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } مأوى من كان هكذا { يَسْئَلُونَكَ } يا محمد كفار مكة { عَنِ ٱلسَّاعَةِ } عن قيام الساعة { أَيَّانَ مُرْسَاهَا } متى قيامها إنكار منهم لها { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا } ما أنت وذاك أن تذكرها لهم { إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَآ } منتهى علم قيامها { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ } رسول مخوف بالقرآن { مَن يَخْشَاهَا } من يخاف قيامها { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا } يعني الساعة { لَمْ يَلْبَثُوۤاْ } في القبور في الدنيا { إِلاَّ عَشِيَّةً } قدر عشية { أَوْ ضُحَاهَا } أو قدر غدوة من أول النهار.