الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } * { قُمْ فَأَنذِرْ } * { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } * { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } * { وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } * { وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } * { وَلِرَبِّكَ فَٱصْبِرْ } * { فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } * { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } * { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } * { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } * { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } * { وَبَنِينَ شُهُوداً } * { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } * { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } * { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } * { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } * { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ نَظَرَ } * { ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ وَٱسْتَكْبَرَ } * { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } * { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ }

وبإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } يعني به النبي صلى الله عليه وسلم قد تدثر بثيابه ونام { قُمْ فَأَنذِرْ } فخوف الناس وادعهم إلى التوحيد { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } فعظم عما يقوله عبدة الأوثان { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } قلبك من الغدر والخيانة والضجر أي كن طاهر القلب ويقال ثيابك فطهر فقصر ويقال وثيابك فطهر من الدنس { وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } المآثم فاترك ولا تقربنه { وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } لا تعط شيئاً قليلاً فتعطى أفضل من ذلك وأكثر منه في الدنيا ويقال ولا تمنن بعملك على الله تستكثر { وَلِرَبِّكَ } على طاعة ربك وعبادة ربك { فَٱصْبِرْ فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } فإذا نفخ في الصور وهي نفخة البعث { فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ } يعني يوم القيامة { يَوْمٌ عَسِيرٌ } شديد { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } هوله وعذابه { غَيْرُ يَسِيرٍ } غير هين عليهم { ذَرْنِي } يا محمد { وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } بلا مال ولا ولد ولا زوج وهذا وعيد من الله للوليد بن المغيرة المخزومي { وَجَعَلْتُ لَهُ } بعد ذلك { مَالاً مَّمْدُوداً } كثيراً من كل نوع لم يزل في الزيادة فكان ماله نحو تسعة ألاف مثقال فضة { وَبَنِينَ شُهُوداً } حضوراً لا يغيبون عنه وكان بنوه عشرة { وَمَهَّدتُّ لَهُ } المال بعضه على بعض { تَمْهِيداً } مثل الفرش بعضها على بعض { ثُمَّ يَطْمَعُ } الوليد { أَنْ أَزِيدَ } في ماله وهو يعصيني ويكفر بي { كَلاَّ } حقاً لا أزيده فلم يزل بعد ذلك في نقصان ماله { إِنَّهُ } يعني الوليد بن المغيرة { كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } لكتابنا ورسولنا عنيداً معرضاً مكذباً بهما { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } سأكلفه الصعود على جبل أملس في النار من الصخرة كلما وضع يده ذاب ثم عاد كما كان ويقال من نحاس يحذب من أمامه ويضرب من خلفه { إِنَّهُ } يعني الوليد بن المغيرة { فَكَّرَ } يعني تفكر في نفسه في أمر محمد صلى الله عليه وسلم { وَقَدَّرَ } أوله قال حتى إنه ساحر { فَقُتِلَ } لعن { كَيْفَ قَدَّرَ } قوله في أمر محمد صلى الله عليه وسلم { ثُمَّ قُتِلَ } ثم لعن { كَيْفَ قَدَّرَ } قوله في أمر محمد صلى الله عليه وسلم { ثُمَّ نَظَرَ } في قوله حتى قال إنه ساحر ويقال نظر إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حيث قالوا له هلم إلى الخير يا ابن المغيرة { ثُمَّ عَبَسَ } كلح وجهه { وَبَسَرَ } قبض جبينه { ثُمَّ أَدْبَرَ } عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى أهله { وَٱسْتَكْبَرَ } تعظم عن الإيمان أن يجيبهم { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ } ما هذا الذي يقول محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } يأثره ويرويه عن مسيلمة الكذاب الذي يكون باليمامة ويقال عنى به جبراً ويساراً { إِنْ هَـٰذَآ } ما هذا الذي يقول محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ } قول جبر ويسار.