الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ } * { قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً } * { أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } * { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } * { إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً } * { إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً } * { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } * { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } * { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } * { وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً } * { إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً } * { وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً } * { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولاً } * { فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { يَٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ } المتزمل يعني به النبي صلى الله عليه وسلم قد تزمل بثيابه ليلبسها للصلاة { قُمِ ٱلْلَّيْلَ } بالصلاة ثم قال { إِلاَّ قَلِيلاً } ثم بيَّن فقال { نِّصْفَهُ } أي قم نصف الليل للصلاة { أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ } من النصف { قَلِيلاً } إلى الثلث { أَوْ زِدْ عَلَيْهِ } على النصف إلى الثلثين فخيره في قيام الليل ثم قال { وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } اقرأ القرآن على رسلك وهينتك وتؤدة ووقار تقرأ آية وآيتين وثلاثاً ثم كذلك حتى تقطع { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ } سننزل عليك جبريل { قَوْلاً ثَقِيلاً } بكلام شديد بالأمر والنهي والوعد والوعيد والحلال والحرام ويقال عظيماً ويقال ثقيلاً على من خالفه ويقال ثقيلاً بصلاة الليل { إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ } قيام الليل بالصلاة { هِيَ أَشَدُّ وَطْأً } نشاطاً للرجل إذا كان محتسباً للصلاة ويقال أرق وأرفق للقلب { وَأَقْوَمُ قِيلاً } أبين قراءة للقرآن وأثبت { إِنَّ لَكَ } يا محمد { فِي ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً } فراغاً طويلاً لقضاء حوائجك { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ } صل بأمر ربك ويقال اذكر توحيد ربك { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } أخلص لله إخلاصاً في صلاتك ودعائك وعبادتك { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ } هو الله { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } فاعبده رباً ويقال فاتخذه كفيلاً فيما وعدك من النصرة والدولة والثواب { وَٱصْبِرْ } يا محمد { عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } من الشتم والتكذيب { وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } اعتزلهم اعتزالاً جميلاً بلا جزع ولا فحش { وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ } بالقرآن وهذا وعيد من الله لهم وهم المطعمون يوم بدر { أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ } ذوي المال لهم والغنى { وَمَهِّلْهُمْ } أجلهم { قَلِيلاً } إلى يوم بدر { إِنَّ لَدَيْنَآ } عندنا لهم في الآخرة { أَنكَالاً } قيوداً تقيد بها أرجلهم وأغلالاً تغل بها أيمانهم إلى أعناقهم وسلاسل توضع في أعناقهم { وَجَحِيماً } ناراً يدخلونها { وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ } يستمسك في حلقهم وهو الزقوم { وَعَذَاباً أَلِيماً } وجيعاً يخلص وجعه إلى قلوبهم. ثم بيَّن متى يكون فقال { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ } تزلزل الأرض { وَٱلْجِبَالُ } وتزلزل الجبال { وَكَانَتِ } وصارت { ٱلْجِبَالُ كَثِيباً } تراباً { مَّهِيلاً } وهو الشيء الذي إذا رفعت أسفله سقط عليك أعلاه مثل الرمل { إِنَّآ أَرْسَلْنَآ } بعثنا { إِلَيْكُمْ رَسُولاً } يعني محمداً عليه الصلاة والسلام { شَاهِداً عَلَيْكُمْ } بالبلاغ { كَمَآ أَرْسَلْنَآ } بعثنا { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولاً } يعني موسى { فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ } يعني موسى لم يجبه { فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً } فعاقبناه عقوبة شديدة وهي الغرق.