الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { أَنِ ٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ } * { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً } * { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً } * { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً } * { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً } * { ثُمَّ إِنِّيۤ أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } * { فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } * { يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً } * { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } * { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } * { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } * { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً } * { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } * { وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً } * { ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً } * { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ بِسَاطاً } * { لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً } * { قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { إِنَّآ أَرْسَلْنَا } بعثنا { نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ } خوف { قَوْمَكَ } من السخط والعذاب { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع وهو الغرق فلما جاءهم { قَالَ يَٰقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ } رسول مخوف { مُّبِينٌ } بلغة تعلمونها { أَنِ ٱعبُدُواْ ٱللَّهَ } وحدوا الله { وَٱتَّقُوهُ } اخشوه وتوبوا من الكفر والشرك { وَأَطِيعُونِ } اتبعوا أمري وديني ووصيتي واقبلوا نصيحتي { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } يغفر ذنوبكم بالتوبة والتوحيد { وَيُؤَخِّرْكُمْ } يؤجلكم بلا عذاب { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى الموت { إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ } عذاب الله { إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ } لا يؤجل { لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } تصدقون بما أقول لكم فلما آيس منهم بعدما دعاهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فلم يؤمنوا ولم يقبلوا نصيحته { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي } إلى التوبة والتوحيد { لَيْلاً وَنَهَاراً } في الليل والنهار { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ } إياهم إلى التوبة والتوحيد { إِلاَّ فِرَاراً } تباعداً عن الإيمان والتوبة { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ } إلى التوبة والتوحيد { لِتَغْفِرَ لَهُمْ } بالتوبة والتوحيد { جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ } لكي لا يسمعوا كلامي ودعوتي { وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ } غطوا رؤوسهم بثيابهم لكي لا يسمعوا صوتي ولا يروني { وَأَصَرُّواْ } أقاموا وسكنوا على الكفر وعبادة الأوثان ويقال صاحوا جميعاً أن لا نؤمن بك يا نوح { وَٱسْتَكْبَرُواْ } عن الإيمان والتوبة { ٱسْتِكْبَاراً } تجبراً { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ } إلى التوبة والتوحيد { جِهَاراً } علانية بغير سر { ثُمَّ إِنِّيۤ أَعْلَنْتُ لَهُمْ } أظهرت لهم دعوتي وأوضحت لهم { وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } دعوتهم في السر خفية { فَقُلْتُ } لهم { ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } وحدوا ربكم بالتوبة من الكفر والشرك { إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } لمن تاب من الكفر وآمن به { يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً } مطر دائماً دريراً كلما تحتاجون إليه فكان قد حبس الله عنهم المطر أربعين سنة { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ } يعطيكم أموالاً إبلاً وبقراً وغنماً وبنين الذكور والإناث وقد كان الله قطع نسل دوابهم ونسائهم أربعين سنة { وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ } بساتين { وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } تجري لمنافعكم وقد كان الله أهلك جناتهم وأيبس أنهارهم قبل ذلك بأربعين سنة { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } لا تخافون لله عظمة وسلطاناً ويقال ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته فتوحدونه { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } أصنافاً حالاً بعد حال النطفة والعلقة والمضغة والعظام { أَلَمْ تَرَوْاْ } ألم تخبروا يا كفار مكة { كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً } بعضها فوق بعض مثل القبة ملتزقة أطرافها { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ } معهن { نُوراً } مضيئاً { وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } ضياء لبني آدم { وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً } خلقكم من آدم وآدم من تراب والتراب من الأرض { ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا } يقبركم في الأرض { وَيُخْرِجُكُمْ } من القبور يوم القيامة { إِخْرَاجاً وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ بِسَاطاً } فراشاً ومناماً { لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا } لتأخذوا فيها { سُبُلاً فِجَاجاً } طرقاً واسعة { قَالَ نُوحٌ رَّبِّ } يا رب { إِنَّهُمْ عَصَوْنِي } فيما أمرتهم من التوبة والتوحيد { وَٱتَّبَعُواْ } أطاعوا { مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ } كثرة ماله { وَوَلَدُهُ } كثرة أولاده { إِلاَّ خَسَاراً } غبناً في الآخرة وهم الرؤساء.