الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَرَاهُ قَرِيباً } * { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } * { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } * { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } * { يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } * { وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } * { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } * { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ } * { كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ } * { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } * { تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } * { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } * { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً } * { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً } * { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } * { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } * { لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } * { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } * { وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } * { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } * { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } * { وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ }

{ وَنَرَاهُ قَرِيباً } كائناً لأن كل آت كائن قريب ثم بيَّن عذابهم متى يكون فقال { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ } تصير السماء { كَٱلْمُهْلِ } كدردي الزيت ويقال كالفضة المذابة { وَتَكُونُ } تصير { ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } كالصوف المندوف { وَلاَ يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } قرابة عن قرابة { يُبَصَّرُونَهُمْ } يرونهم ولا يعرفونهم اشتغالاً بأنفسهم { يَوَدُّ } يتمنى { ٱلْمُجْرِمُ } يعني المشرك أبا جهل وأصحابه ويقال النضر وأصحابه { لَوْ يَفْتَدِي } يفادي نفسه { مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ } يوم القيامة { بِبَنِيهِ } أولاده { وَصَاحِبَتِهِ } زوجته { وَأَخِيهِ } من أبيه وأمه { وَفَصِيلَتِهِ } وبقرابته وعشيرته { ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } ينتمي إليها { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } وبمن في الأرض جميعاً { ثُمَّ يُنجِيهِ } أي الله من العذاب { كَلاَّ } حقاً وهو رد عليه لا ينجيه الله من العذاب { إِنَّهَا لَظَىٰ } يعني اسماً من أسماء النار { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } قلاعة لأعضاء اليدين والرجلين وسائر الأعضاء ويقال حراقة للبدن { تَدْعُو } إلى نفسها إلي أيها الكافر وإلي أيها المنافق { مَنْ أَدْبَرَ } عن التوحيد { وَتَوَلَّىٰ } عن الإيمان ولم يتب من الكفر { وَجَمَعَ } المال في الدنيا { فَأَوْعَىٰ } جعله في الوعاء فمنع حق الله منه { إِنَّ ٱلإِنسَانَ } يعني الكافر { خُلِقَ هَلُوعاً } ضجوراً بخيلاً حريصاً ممسكاً { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } الفقر والشدة { جَزُوعاً } جازعاً لا يصبر { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ } المال والسعة { مَنُوعاً } منع حق الله منه ولا يشكر { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } أهل الصلوات الخمس فإنهم ليسوا كذلك ثم بيَّن نعتهم فقال { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ } المكتوبة { دَآئِمُونَ } يديمون عليها بالليل والنهار فلا يدعونها { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } يرون في أموالهم حقاً معلوماً غير الزكاة { لِّلسَّآئِلِ } الذي يسأل مالك { وَٱلْمَحْرُومِ } الذي حرم أجره وغنيمته ويقال هو المحترف الذي لا تفي حرفته بمعيشته وقوته ويقال هو الفقير الذي لا يسأل ولا يعطى ولا يفطن به { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } بيوم الحساب بما فيه { وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } خائفون { إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } لم يأتهم الأمان من ربهم { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } يعفون عن الحرام { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ } الأربع { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } من الولائد بغير عدد { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } ولا آثمين بذلك لا يلامون بذلك الحلال { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ } طلب سوى ما ذكرت من الأزواج والولائد { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } المعتدون من الحلال إلى الحرام { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ } لما ائتمنوا عليه من أمر الدين وغيره { وَعَهْدِهِمْ } فيما بينهم وبين ربهم أو فيما بينهم وبين الناس ويقال بحلفهم بالله { رَاعُونَ } حافظون له بالوفاء والتمام إلى أجله { وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ } عند الحكام إذا دعوا ولا يكتمونها.