الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ ٱلْجِبَالَ بُيُوتاً فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } * { فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } * { فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ } * { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن ٱلْعَالَمِينَ } * { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } * { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ }

{ وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ } مستخلفين في الأرض { مِن بَعْدِ عَادٍ } من بعد هلاك عاد { وَبَوَّأَكُمْ } أنزلكم { فِي ٱلأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا } تبنون من طينها { قُصُوراً } للصيف { وَتَنْحِتُونَ ٱلْجِبَالَ } في الجبال { بُيُوتاً } للشتاء { فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ } نعماء الله وآمنوا به { وَلاَ تَعْثَوْا فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } لا تعملوا في الأرض بالمعاصي والدعاء إلى غير الله { قَالَ ٱلْمَلأُ } الرؤساء { ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ } عن الإيمان { مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ } قهروا { لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ } من الضعفاء { أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ } إليكم { قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلَ بِهِ } صالح { مُؤْمِنُونَ } مصدقون { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ } عن الإيمان { إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } جاحدون { فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ } قتلوها { وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ } أبوا عن قبول أمر ربهم الذي أمرهم صالح { وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ } من العذاب { إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } استهزاء به { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } الزلزلة والصيحة بالعذاب { فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ } فصاروا في مدينتهم { جَاثِمِينَ } ميتين لا يتحركون { فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ } خرج من بينهم صالح قبل أن يهلكوا { وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي } بالأمر والنهي { وَنَصَحْتُ لَكُمْ } حذرتكم من عذاب الله ودعوتكم إلى التوبة والإيمان { وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ ٱلنَّاصِحِينَ } لم تطيعوا الناصحين { وَلُوطاً } وأرسلنا لوطاً إلى قومه { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ } يعني اللواطة { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا } بهذا العمل { مِنْ أَحَدٍ } أحد { مِّن ٱلْعَالَمِينَ } قبلكم { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ } أدبار الرجال { شَهْوَةً } أشهى لكم { مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ } من فروج النساء { بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } في الشرك معتدون الحلال إلى الحرام { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } لم يكن جواب قومه { إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ } قال بعضهم لبعض { أَخْرِجُوهُمْ } يعني لوطاً وابنتيه زعورا وريثا { مِّن قَرْيَتِكُمْ } من مدينتكم { إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } يتنزهون عن أدبار الرجال والنساء.