الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّىٰ إِذَآ أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ ٱلْمَآءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ كَذٰلِكَ نُخْرِجُ ٱلْموْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } * { وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَٱلَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ } * { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { قَالَ يَٰقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَـٰلَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } * { أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ }

{ وَهُوَ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ بُشْراً } طيباً { بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } قدام المطر { حَتَّىٰ إِذَآ أَقَلَّتْ } رفعت { سَحَاباً ثِقَالاً } ثقيلاً بالماء { سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ } إلى مكان { مَّيِّتٍ } لا نبات فيه { فَأَنْزَلْنَا بِهِ } بالمكان الميت { ٱلْمَآءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ } بالمطر { مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ } من ألوان الثمرات { كَذٰلِكَ } كما نحيي الأرض بالنبات { نُخْرِجُ ٱلْموْتَىٰ } نحيي ونخرج الموتى من القبور { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } لكي تتعظوا { وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ } المكان الزاكي الذي ليس بسبخة { يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ } بإرادة ربه بلا كد ولا عناء كذلك المؤمن المخلص يؤدي ما أمر الله طوعاً بطيبة النفس { وَٱلَّذِي خَبُثَ } المكان الخبيث السبخة { لاَ يَخْرُجُ } نباته { إِلاَّ نَكِداً } إلا بتعب وعناء { كَذٰلِكَ } المنافق لا يؤدي ما أمر الله إلا كرهاً بغير طيبة النفس { نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } نبين القرآن في مثل المؤمن والكافر { لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ } يؤمنون { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } وحدوا الله { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } غير الذي أدعوكم إليه { إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ } أعلم أن يكون عليكم { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } إن لم تؤمنوا. { قَالَ ٱلْمَلأُ } الرؤساء { مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ } يا نوح { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } في خطأ بين فيما تقول { قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ } سفاهة { وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } إليكم { أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي } بالأمر والنهي { وَأَنصَحُ لَكُمْ } أحذركم من العذاب وأدعوكم إلى التوبة والإيمان { وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } من العذاب إن لم تؤمنوا { أَوَ عَجِبْتُمْ } بل عجبتم { أَن جَآءَكُمْ } بأن جاءكم { ذِكْرٌ } نبوة { مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ } آدمي مثلكم { لِيُنذِرَكُمْ } ليخوفكم { وَلِتَتَّقُواْ } لكي تطيعوا الله فتتقوا عبادة غير الله.

{ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } لكي ترحموا فلا تعذبوا { فَكَذَّبُوهُ } يعني نوحاً { فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ } في السفينة من الغرق والعذاب { وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ } بكتابنا ورسولنا نوح { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ } عن الهدى كافرين بالله.