الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَابِ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوۤاْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } * { قَالَ ٱدْخُلُواْ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ مِّن ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ فِي ٱلنَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } * { وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ } * { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

{ فَمَنْ أَظْلَمُ } أعتى وأجرأ على الله.

{ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ } اختلق { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَابِ } ما وعدهم في الكتاب من سواد الوجوه وزرقة الأعين أنظرهم يا محمد { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا } يعني ملك الموت وأعوانه { يَتَوَفَّوْنَهُمْ } يقبضون أرواحهم { قَالُوۤاْ } عند قبض أرواحهم { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ } تعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } فيمنعونكم عنا { قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا } اشتغلوا عنا بأنفسهم { وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } بالله وبالرسل في الدنيا { قَالَ } الله لهم { ٱدْخُلُواْ } النار { فِيۤ أُمَمٍ } مع أمم { قَدْ خَلَتْ } قد مضت { مِن قَبْلِكُمْ مِّن ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ } من كفار الجن و الإنس { فِي ٱلنَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ } أهل دين { لَّعَنَتْ أُخْتَهَا } دعت على التي دخلت قبلها { حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا } اجتمعوا في النار { جَمِيعاً } الأول فالأول { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ } أخرى الأمم { لأُولاَهُمْ } لأولى الأمم { رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ } يعني الرؤساء { أَضَلُّونَا } عن دينك وطاعتك { فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ } عذبهم مثل عذابنا مرتين { قَالَ } الله لهم { لِكُلٍّ } لكل واحد منهم { ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } ذلك من شدة عذابكم { وَقَالَتْ أُولاَهُمْ } أولى الأمم { لأُخْرَاهُمْ } لأخرى الأمم { فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } أن يكون عذابنا ضعفا كفرتم كما كفرنا وعبدتم من دون الله كما عبدنا فيقول الله لهم { فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } تقولون وتعلمون من الشرك في الدنيا { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا } عن الإيمان بها { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ } لرفع أعمالهم ولا لرفع أرواحهم { وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } كما لا يدخل الجمل في سم الخياط في ثقب الإبرة ويقال حتى يدخل الجمل في خرق الإبرة ويقال حتى يدخل القلس الحبل الذي تشد به السفينة في خرق الإبرة { وَكَذٰلِكَ } هكذا { نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَاد } فراش من نار { وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } غاشية من نار { وَكَذٰلِكَ } هكذا { نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } المشركين { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } فيما بينهم وبين ربهم { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً } من الجهد { إِلاَّ وُسْعَهَا } إلا طاقتها { أُوْلَـٰئِكَ } يعني المؤمنين { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ } أهل الجنة { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } دائمون لا يموتون ولا يخرجون منها.