الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } * { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْيَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } * { يَابَنِيۤ ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ }

{ يَابَنِيۤ آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ } البسوا ثيابكم { عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } عند وقت كل صلاة وطواف { وكُلُواْ } من اللحم والدسم { وَٱشْرَبُواْ } من اللبن { وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ } لا تحرموا الطيبات من الرزق واللحم والدسم { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } المعتدين من الحلال إلى الحرام { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ } لبس الثياب في أيام الموسم والحرم والطواف { ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ } يعني الزينة خلق { لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ } من اللحم والدسم وقد كانوا يحرمون في الجاهلية على أنفسهم في أيام الموسم اللحم والدسم ويدخلون الحرم الرجال بالنهار والنساء بالليل عراة فيطوفون عراة فنهاهم الله عن ذلك { قُلْ } يا محمد { هِي } يعني الطيبات { لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { خَالِصَةً } خاصة { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } واشترك فيها في الحياة الدنيا البر والفاجر مقدم ومؤخر { كَذَلِكَ } هكذا { نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } نبين القرآن بالحلال والحرام { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } ويصدقون أنه من الله { قُلْ } يا محمد لهم { إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ } الزنا { مَا ظَهَرَ مِنْهَا } يعني زنا الظاهر { وَمَا بَطَنَ } منها يعني زنا السر وهي المخالة { وَٱلإِثْمَ } الخمر كما قال الشاعر:

شربت الإثم حتى ضل عقلي   كذا لا الإثم تذهب بالعقول
وقال أيضاً:

شربت الإثم بالصواع جهارا   وترى آلهتك بيننا مستفادا
{ وَٱلْبَغْيَ } الاستطالة { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } بلا حق { وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } كتاباً ولا حجة { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك من تحريم الحرث والأنعام والطيبات واللباس { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ } لكل أهل دين { أَجَلٌ } وقت لهلاكها { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } وقت هلاكهم { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً } لا يتركون بعد الأجل طرفة عين { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } لا يهلكون قبل الأجل طرفة عين { يَابَنِيۤ آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ } حين يأتينكم { رُسُلٌ مِّنكُمْ } آدميون مثلكم { يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ } يقرؤون عليكم { آيَاتِي } بالأمر والنهي { فَمَنِ ٱتَّقَىٰ } آمن بالكتاب والرسل { وَأَصْلَحَ } فيما بينه وبين ربه { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } من العذاب { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } من ذهاب الجنة { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } بكتابنا وبرسولنا { وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ } عن الإيمان بها { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } أهل النار { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } دائمون لا يموتون ولا يخرجون.