الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } * { قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ } * { يَٰبَنِيۤ ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { يَابَنِيۤ ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } * { فَرِيقاً هَدَىٰ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }

{ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا } ضررنا أنفسنا بمعصيتنا { وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا } تتجاوز عنا { وَتَرْحَمْنَا } فلا تعذبنا { لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } لنصيرن من المغبونين بالعقوبة { قَالَ ٱهْبِطُواْ } انزلوا من الجنة { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } يعني آدم وحواء والحية والطاووس { وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ } مأوى ومنزل { وَمَتَاعٌ } معاش { إِلَىٰ حِينٍ } حين الموت { قَالَ فِيهَا } في الأرض { تَحْيَوْنَ } تعيشون { وَفِيهَا } في الأرض { تَمُوتُونَ وَمِنْهَا } من الأرض { تُخْرَجُونَ } يوم القيامة { يَابَنِيۤ آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ } خلقنا لكم وأعطيناكم { لِبَاساً } يعني ثياب القطن وغيره من الصوف والشعر { يُوَارِي } يغطي { سَوْءَاتِكُمْ } عوراتكم من العري { وَرِيشاً } مالاً ومتاعاً يعني آلة البيت { وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ } لباس التوحيد والعفة { ذٰلِكَ } يعني لباس العفة { خَيْرٌ } من لباس القطن { ذٰلِكَ } يعني لباس القطن { مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ } من عجائب الله { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } لكي يتعظوا { يَابَنِيۤ آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ } لا يستزلنكم { ٱلشَّيْطَانُ } إبليس عن طاعتي { كَمَآ أَخْرَجَ } استنزل { أَبَوَيْكُمْ } آدم وحواء { مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا } يخلع عنهما { لِبَاسَهُمَا } لباس النور { لِيُرِيَهُمَا } ليظهر لهما { سَوْءَاتِهِمَآ } عوراتهما { إِنَّهُ } يعني إبليس { يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ } جنوده { مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } لأن صدوركم مسكنهم { إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ } أعواناً { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً } حرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام { قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ } على تحريمها { آبَاءَنَا } وأجدادنا { وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا } بتحريم البحيرة والسائبة والوصيلة والحام { قُلْ } يا محمد { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ } بالمعاصي وتحريم الحرث والأنعام { أَتَقُولُونَ } بل تقولون { عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك { قُلْ } يا محمد { أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ } بالتوحيد بلا إله إلا الله { وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ } واستقبلوا بوجوهكم { عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } عند كل صلاة { وَٱدْعُوهُ } واعبدوه { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } مخلصين له بالعبادة والتوحيد { كَمَا بَدَأَكُمْ } يوم الميثاق سعيداً وشقياً عارفاً ومنكراً مصدقاً ومكذباً { تَعُودُونَ } إلى ذلك { فَرِيقاً هَدَىٰ } أكرمهم الله بالمعرفة والسعادة وهم أهل اليمين { وَفَرِيقاً حَقَّ } وجب { عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ } أهانهم الله بالنكرة والشقاوة وهم أهل الشمال { إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا } يقول قد علم الله أنهم يتخذون { ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ } أرباباً { مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحْسَبُونَ } يظن أهل الضلالة { أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } بدين الله.