الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } * { قَالَ فَٱهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ } * { قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * { قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ } * { قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } * { قَالَ ٱخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ } * { ويَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } * { فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَالِدِينَ } * { وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ } * { فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ }

{ قَالَ مَا مَنَعَكَ } قال الله يا إبليس ما منعك { أَلاَّ تَسْجُدَ } لآدم { إِذْ أَمَرْتُكَ } بالسجود { قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } أنا ناري وآدم طيني والنار تأكل الطين { قَالَ } الله له { فَٱهْبِطْ مِنْهَا } فانزل من السماء ويقال فاخرج منها من صورة الملائكة { فَمَا يَكُونُ لَكَ } ما ينبغي لك { أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا } أن تتعظم في صورة الملائكة على بني آدم { فَٱخْرُجْ } من صورة الملائكة ويقال فاخرج منها من الأرض { إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ } من الذليلين بالعقوبة { قَالَ أَنظِرْنِي } أجلني { إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } من القبور أراد الملعون أن لا يموت { قَالَ } الله له { إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ } من المؤجلين إلى نفخة الصور { قَالَ } إبليس { فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي } فكما أضللتني عن الهدى { لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ } لبني آدم { صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } دين الإسلام { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } من قبل الآخرة أن لا جنة ولا نار ولا بعث ولا حساب { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } أن الدنيا لا تفنى وآمرهم بالجمع والمنع والبخل والفساد { وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ } من قبل الدين فمن كان على الهدى أشبه عليه حتى يخرج منه ومن كان على الضلالة أزين له حتى يثبت عليها { وَعَن شَمَآئِلِهِمْ } من قبل اللذات والشهوات { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ } كلهم { شَاكِرِينَ } مؤمنين { قَالَ ٱخْرُجْ مِنْهَا } من صورة الملائكة { مَذْءُوماً } ملوماً { مَّدْحُوراً } مقصى بعيداً من كل خير { لَّمَن تَبِعَكَ } أطاعك { مِنْهُمْ } من الجن والإنس { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ } من كفار الجن والإنس { أَجْمَعِينَ وَيَا آدَمُ ٱسْكُنْ } انزل { أَنتَ وَزَوْجُكَ } حواء { ٱلْجَنَّةَ فَكُلاَ } من الجنة { مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا } ومتى شئتما { وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ } لا تأكلا من هذه الشجرة شجرة العلم { فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } فتصيرا من الضارين لأنفسكما { فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَانُ } إبليس بأكل الشجرة { لِيُبْدِيَ لَهُمَا } ليظهر لهما { مَا وُورِيَ عَنْهُمَا } ما غطى عنهما بلباس النور { مِن سَوْءَاتِهِمَا } من عوراتهما { وَقَالَ } لهما إبليس { مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا } يا آدم ويا حواء { عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ } عن أكل هذه الشجرة { إِلاَّ أَن تَكُونَا } تصيرا { مَلَكَيْنِ } تعلمان الخير والشر في الجنة { أَوْ تَكُونَا } تصيرا { مِنَ ٱلْخَالِدِينَ } في الجنة فلذلك منعكما عن أكل الشجرة { وَقَاسَمَهُمَآ } حلف لهما { إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ } في حلفي لكما إنها شجرة الخلد { فَدَلاَّهُمَا } إلى أكل الشجرة { بِغُرُورٍ } باطل وكذب حتى أكلا { فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ } فلما أكلا من الشجرة { بَدَتْ لَهُمَا } ظهرت لهما { سَوْءَاتُهُمَا } عوراتهما { وَطَفِقَا } عمداً من الاستحياء { يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا } يلزقان على عوراتهما { مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } من ورق التين { وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ } يا آدم ويا حواء { أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ } عن أكل هذه الشجرة { وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَآنَ } إبليس { لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ } ظاهر العداوة.