الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ } * { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } * { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } * { خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ } * { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } * { وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي ٱلْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } * { وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـٰذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ }

{ إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ } حافظي وناصري الله { ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ } نزل جبرائيل علي بالكتاب { وَهُوَ يَتَوَلَّى } يحفظ { ٱلصَّالِحِينَ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } تعبدون { مِن دُونِهِ } من دون الله من الأوثان { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ } نفعكم ولا منعكم { وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } يمنعون مما يراد بهم { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ } إلى الحق { لاَ يَسْمَعُواْ } ولا يجيبوا لأنهم أموات غير أحياء { وَتَرَاهُمْ } يا محمد يعني الأصنام { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ } كأنهم ينظرون إليك مفتحة أعينهم { وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } لأنهم أموات غير أحياء { خُذِ ٱلْعَفْوَ } خذ ما فضل من الكل والعيال وهذا منسوخ ويقال خذ العفو عف عمن ظلمك وأعط من حرمك وصل من قطعك { وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ } بالمعروف والإحسان { وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ } عن أبي جهل وأصحابه المستهزئين ثم نسخ الإعراض { وَإِماَّ يَنَزَغَنَّكَ } يصيبنك { مِنَ ٱلشَّيْطَانِ نَزْغٌ } وسوسة وريب { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } فامتنع بالله من وسوسته { إِنَّهُ سَمِيعٌ } باستعاذتك { عَلِيمٌ } بوسوسته { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } وسوسة الشيطان { إِذَا مَسَّهُمْ } إذا أصابهم { طَائِفٌ } ريب ووسوسة { مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ } عرفوا { فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } منتهون عن المعصية { وَإِخْوَانُهُمْ } إخوان المشركين يعني الشياطين { يَمُدُّونَهُمْ } يجرونهم ويوسوسونهم { فِي ٱلْغَيِّ } في الكفر والضلالة والمعصية { ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } لا ينتهون عن ذلك { وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ } يعني أهل مكة { بِآيَةٍ } كما طلبوا { قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا } هلا تكلفتها من الله ويقال تخلقتها من تلقاء نفسك { قُلْ } يا محمد لهم. { إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي } أعمل وأقول بما ينزل علي من ربي { هَـٰذَا } يعني القرآن { بَصَآئِرُ } بيان { مِن رَّبِّكُمْ } بالأمر والنهي { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةً } من العذاب { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بالقرآن { وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ } في الصلاة المكتوبة { فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ } إلى قراءته { وَأَنصِتُواْ } لقراءته { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } لكي ترحموا فلا تعذبوا { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ } اقرأ أنت يا محمد وحدك إن كنت إماماً { تَضَرُّعاً } مستكيناً { وَخِيفَةً } خوفاً { وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } دون الرفع من القراءة والصمت { بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } بكرة وعشية في الصلاة أي صلاة الغداة وصلاة المغرب والعشاء { وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ } عن القراءة في الصلاة إذا كنت إماماً أو وحدك { إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ } يعني الملائكة { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } لا يتعظمون { عَنْ عِبَادَتِهِ } عن طاعته والإقرار له بالعبودية { وَيُسَبِّحُونَهُ } يطيعونه { وَلَهُ يَسْجُدُونَ } يصلون، والله أعلم بالصواب.