الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَماَّ تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّآ أَثْقَلَتْ دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ } * { فَلَمَّآ آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ آتَاهُمَا فَتَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } * { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلآ أَنْفُسَهُمْ يَنصُرُونَ } * { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَٰمِتُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ }

{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } من نفس آدم وحدها { وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } خلق من نفس آدم زوجته حواء { لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } معها { فَلَماَّ تَغَشَّاهَا } أتاها { حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً } هيناً { فَمَرَّتْ بِهِ } قامت وقعدت تألماً { فَلَمَّآ أَثْقَلَتْ } ثقل الولد في بطنها ظناً بوسوسة إبليس أنه بهيمة من البهائم { دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً } آدمياً وسوياً { لَّنَكُونَنَّ } لنصيرن { مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ } لذلك { فَلَمَّآ آتَاهُمَا صَالِحاً } آدمياً سوياً { جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ } جعلا له إبليس شريكاً { فِيمَآ آتَاهُمَا } في تسمية ما آتاهما من الولد سمياه عبد الله وعبد الحارث { فَتَعَالَى ٱللَّهُ } تبرأ الله { عَمَّا يُشْرِكُونَ } به من الأصنام { أَيُشْرِكُونَ } بالله { مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً } ولا يحيي { وَهُمْ } يعني الآلهة { يُخْلَقُونَ } ينحتون أي مخلوقة منحوته { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً } نفعاً ولا منعاً { وَلاَ أَنْفُسَهُمْ } يعني الآلهة { يَنصُرُونَ } لا يمنعون مما يراد بهم { وَإِن تَدْعُوهُمْ } يا محمد يعني الكفار { إِلَى ٱلْهُدَىٰ } إلى التوحيد { لاَ يَتَّبِعُوكُمْ } لا يجيبوكم { سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ } إلى التوحيد { أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ } ساكتون فإنهم لا يجيبونكم بالتوحيد يعني الكفار ويقال وإن تدعوهم يا معشر الكفار الأصنام إلى الهدى إلى الحق { لاَ يَتَّبِعُوكُمْ } لا يجيبوكم { سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ } يعني الأصنام { أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ } ساكتون لا يجيبونكم ولا يسمعون دعاءكم لأنهم أموات غير أحياء { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } تعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الأصنام { عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ } مخلوقون أمثالكم { فَٱدْعُوهُمْ } يعني الآلهة { فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ } فليسمعوا دعاءكم وليجيبوكم { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أنهم ينفعوكم { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ } إلى الخير { أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ } يأخذون بها ويعطون { أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ } عبادتكم { أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } دعوتكم { قُلِ } يا محمد لمشركي أهل مكة { ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ } استعينوا بآلهتكم { ثُمَّ كِيدُونِ } اعملوا أنتم وهم في هلاكي { فَلاَ تُنظِرُونِ } فلا تؤجلون.