الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ ٱلْكِتَٰبَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـٰذَا ٱلأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِّيثَٰقُ ٱلْكِتَٰبِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَابِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ } * { وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } * { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ }

{ وَقَطَّعْنَاهُمْ } فرقناهم { فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً } سبطاً سبطاً { مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ } وهم تسعة أسباط ونصف الذين وراء نهر الرمل { وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ } يعني دون ذلك القوم سائر المؤمنين من بني إسرائيل ويقال دون ذلك القوم يعني كفار بني إسرائيل { وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ } اختبرناهم بالخصب والرخاء والنعيم { وَٱلسَّيِّئَاتِ } بالقحط والجدوبة والشدة { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } لكي يرجعوا عن معصيتهم وكفرهم { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ } فبقي من بعد الصالحين { خَلْفٌ } خلف سوء وهم اليهود { وَرِثُواْ ٱلْكِتَابَ } أخذوا التوراة وكتموا ما فيها من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته { يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـٰذَا ٱلأَدْنَىٰ } يأخذون على كتمان صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته حرام الدنيا من الرشوة وغيرها { وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا } ما نفعل بالليل من الذنوب يغفر لنا بالنهار وما نعمل بالنهار يغفر لنا بالليل { وَإِن يَأْتِهِمْ } اليوم { عَرَضٌ مِّثْلُهُ } حرام مثله مثل ما أتاهم أمس { يَأْخُذُوهُ } يستحلوه { أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِّيثَاقُ ٱلْكِتَابِ } الميثاق في الكتاب { أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ } إلا الصدق { وَدَرَسُواْ } قرؤوا { مَا فِيهِ } من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته ويقال قرؤوا ما فيه من الحلال والحرام ولم يعملوا به { وَٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ } يعني الجنة { خَيْرٌ } أفضل { لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش والرشوة وتغيير صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته في التوراة من دار الدنيا { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أن الدنيا فانية والآخرة باقية { وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَابِ } يعملون بما في الكتاب يحلون حلاله ويحرمون حرامه ويبينون صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } لا نبطل { أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ } ثواب المحسنين بالقول والفعل يعني عبد الله بن سلام وأصحابه.

{ وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ } قلعنا ورفعنا وحبسنا الجبل { فَوْقَهُمْ } فوق رؤوسهم { كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } علالي { وَظَنُّوۤاْ } علموا وأيقنوا { أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ } نازل عليهم إن لم يقبلوا الكتاب { خُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم } اعملوا بما أعطيناكم { بِقُوَّةٍ } بجد ومواظبة النفس { وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ } من الثواب والعقاب ويقال احفظوا ما فيه من الأمر والنهي ويقال اعملوا بما فيه من الحلال والحرام { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } لكي تتقوا السخط والعذاب وتطيعوا الله { وَإِذْ } وقد { أَخَذَ رَبُّكَ } يا محمد يوم الميثاق { مِن بَنِيۤ آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } يقول ذريتهم من ظهورهم مقدم ومؤخر { وَأَشْهَدَهُمْ } استنطقهم { عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ } علمنا وأقررنا بأنك ربنا فقال الله للملائكة اشهدوا عليهم وقال لهم ليشهد بعضكم على بعض { أَن تَقُولُواْ } لكي لا تقولوا { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا } الميثاق { غَافِلِينَ } لم يؤخذ علينا.