الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلأَغْلاَلَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } * { وَقَطَّعْنَاهُمُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ ٱسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنبَجَسَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

{ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ } { ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ } بنعته وصفته { مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ } بالتوحيد والإحسان { وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } عن الكفر أو الإساءة { وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ } يبين لهم تحليل ما في الكتاب من لحوم الإبل وألبانها وشحوم البقر والغنم وغيرها { وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ } يبين لهم تحريم ما في الكتاب من الميتة والدم ولحم الخنزير وغير ذلك { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ } عهودهم التي كان يحرم عليهم بنقضها الطيبات { وَٱلأَغْلاَلَ } الشدائد { ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ } من قطع الثياب وغيرها { فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم يعني عبد الله بن سلام وأصحابه { وَعَزَّرُوهُ } أعانوه { وَنَصَرُوهُ } بالسيف { وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ } القرآن { ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ } أنزل جبريل به عليه، أحلوا حلاله وحرموا حرامه { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الناجون من السخط والعذاب { قُلْ } يا محمد { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } كافة { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ } خزائن { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ لاۤ إِلَـٰهَ } لا رازق { إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي } للبعث { وَيُمِيتُ } في الدنيا { فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ } الذي هو يؤمن بالله { وَكَلِمَاتِهِ } بكتابه القرآن وإن قرأت وكلمته يقول وبعيسى أنه صار بكلمة من الله مخلوقاً يعني كن فكان { وَٱتَّبِعُوهُ } اتبعوا دين محمد صلى الله عليه وسلم { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } لكي تهتدوا من الضلالة بالإيمان { وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ } جماعة { يَهْدُونَ } يأمرون { بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } وبالحق يعملون وهم الذين وراء نهر الرمل { وَقَطَّعْنَاهُمُ } فرقناهم { ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً } سبطاً سبطاً تسعة أسباط ونصف سبط من قبل المشرق عند مطلع الشمس خلف الصين على نهر رمل يسمى أردن وسبطين ونصفا في جميع العالم { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ } أمرنا موسى { إِذِ ٱسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ } في التيه { أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ } الذي معك { فَٱنبَجَسَتْ } فانخرجت { مِنْهُ } من الحجر { ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً } نهراً { قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ } سبط { مَّشْرَبَهُمْ } من النهر { وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْغَمَامَ } في التيه كان يظلهم بالنهار من الشمس ويضيء لهم بالليل مثل السراج { وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } في التيه { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } أعطيناكم من المن والسلوى { وَمَا ظَلَمُونَا } ما نقصونا وما ضرونا بما رفعوا { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ينقصون ويضرون.