الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُفْتَرِينَ } * { وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُوۤاْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَلَماَّ سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ أَخَذَ ٱلأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } * { وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَافِرِينَ } * { وَٱكْتُبْ لَنَا فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـآ إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِيۤ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـاةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ }

{ قَالَ } موسى { رَبِّ ٱغْفِرْ لِي } لما صنعت بأخي هارون { وَلأَخِي } هارون بما لم يناجزهم بالقتال { وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ } في جنتك { وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } بنا { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ } عبدوا { ٱلْعِجْلَ } ومن اقتدى بهم { سَيَنَالُهُمْ } سيصيبهم { غَضَبٌ } سخط { مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ } مذلة بالجزية { فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَكَذَلِكَ } هكذا { نَجْزِي ٱلْمُفْتَرِينَ } الكاذبين على الله { وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } في الشرك بالله { ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا } بعد الشرك ويقال بعد السيئات { وَآمَنُوۤاْ } وحدوا وأقروا بالله { إِنَّ رَبَّكَ } يا موسى ويقال يا محمد { مِن بَعْدِهَا } من بعد التوبة والإيمان { لَغَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ وَلَماَّ سَكَتَ } سكن { عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ أَخَذَ ٱلأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا } فيما بقي منها ويقال فيما أعيد له في اللوحين { هُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةٌ } من العذاب { لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } يخافون { وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ } من قومه { سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا } لميعادنا. { فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } الزلزلة بالهلاك يعني الموت { قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِّن قَبْلُ } من قبل هذا اليوم { وَإِيَّايَ } بقتلي القبطي { أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ } الجهال { مِنَّآ } بعبادة العجل ظن موسى أنما أهلكهم بعبادة قومهم العجل { إِنْ هِيَ } ما هي { إِلاَّ فِتْنَتُكَ } بليتك { تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ } من الفتنة { أَنتَ وَلِيُّنَا } أولى بنا { فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا } ولا تعذبنا { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَافِرِينَ } المتجاوزين { وَٱكْتُبْ لَنَا } أوجب لنا { فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً } العلم والعبادة والعصمة من الذنوب { وَفِي ٱلآخِرَةِ } حسنة الجنة ونعيمها { إِنَّا هُدْنَـآ إِلَيْكَ } تبنا إليك ويقال أقبلنا إليك { قَالَ } الله { عَذَابِيۤ أُصِيبُ بِهِ } أخص به { مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } من البر والفاجر فتطاول لها إبليس فقال أنا من الأشياء فأخرجه الله منها فقال { فَسَأَكْتُبُهَا } سأوجهها { لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـاةَ } يعطون زكاة أموالهم { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا } بكتابنا ورسولنا { يُؤْمِنُونَ } فتطاول لها أهل الكتاب فقالوا نحن أهل التقوى والكتاب فأخرجهم الله منها وبين لمن الرحمة.