الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { قَالُواْ يٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ } * { قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّآ أَلْقَوْاْ سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } * { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } * { فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَٱنقَلَبُواْ صَاغِرِينَ } * { وَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } * { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } * { وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } * { قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }

{ قَالَ نَعَمْ } لكم عندي ذلك { وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } إلي بالمنزلة { قَالُواْ يٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ } أولاً { وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ } أولاً { قَالَ } موسىأَلْقَوْاْ مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ } [الشعراء: 43] أولاً { فَلَمَّآ أَلْقُوْاْ } سبعين عصا وسبعين حبلا { سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ } أخذوا أعين الناس بالسحر { وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ } استفزعوهم { وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } كذب بين ويقال برقية عظيمة. { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } فألقى { فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ } تلقم { مَا يَأْفِكُونَ } مأفوكهم من العصي والحبال { فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ } فاستبان أن الحق مع موسى { وَبَطَلَ } اضمحل { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من السحر { فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ } فغلبهم موسى عند ذلك { وَٱنقَلَبُواْ } رجعوا { صَاغِرِينَ } ذليلين { وَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ } خر السحرة { سَاجِدِينَ } لله، ويقال سجدوا من سرعة سجودهم كأنهم ألقوا { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } قال فرعون إياي تعنون قالوا { رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ } صدقتم برب موسى وهارون { قَبْلَ أَن آذَنَ } أن آمر { لَكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ } فيما بينكم وبين موسى { لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا } بالمكر { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ } اليد اليمنى والرجل اليسرى { ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } على شاطئ النهر { قَالُوۤاْ } يعني السحرة { إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } راجعون { وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ } ما تطعن علينا وتعاقبنا { إِلاَّ أَنْ آمَنَّا } بأن آمنا { بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا } حين جاءتنا { رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً } أكرمنا بالصبر عند الصلب والقطع لكي لا نرجع كفاراً { وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } مخلصين على دين موسى { وَقَالَ ٱلْمَلأُ } الرؤساء { مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ } تترك موسى { وَقَوْمَهُ } لا تقتلهم { لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } بتغيير الدين والعبادة { وَيَذَرَكَ } يتركك { وَآلِهَتَكَ } وعبادة آلهتك إن قرأت بكسر اللام ونصب التاء ويقال عبادتك بالإلهية إن قرأت بنصب اللام والتاء { قَالَ } فرعون { سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ } صغاراً كما قتلناهم أول مرة { وَنَسْتَحْيِـي } نستخدم { نِسَآءَهُمْ } كباراً { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ } عليهم { قَاهِرُونَ } مسلطون { قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ } على البلاء { إِنَّ ٱلأَرْضَ } أرض مصر { لِلَّهِ يُورِثُهَا } ينزلها { مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ } الجنة { لِلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش.