الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } * { سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ } * { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } * { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } * { خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمْ سَٰلِمُونَ } * { فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } * { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } * { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ } * { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ } * { فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ } * { وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }

{ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ } عهود { عَلَيْنَا } بالأيمان { بَالِغَةٌ } وثيقة { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } تقضون لأنفسكم في الآخرة من الجنة { سَلْهُمْ } يا محمد { أَيُّهُم بِذَٰلِكَ } بما يقولون { زَعِيمٌ } كفيل { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ } آلهة { فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ } بآلهتهم { إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } أن لهم ما قالوا وما يقولون { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } عن أمر كانوا في عمى منه في الدنيا ويقال عن أمر شديد فظيع ويقال عن علامة بينهم وبين ربهم { وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ } بعد ما قالواوالله ربنا ما كنا مشركين } [الأَنعام: 23] ولا منافقين { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } السجود وبقيت أصلابهم كالصياصي مثل حصون الحديد { خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ } ذليلة أبصارهم لا يرون خيراً { تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } تعلوهم كآبة وكسوف وهو السواد على الوجوه { وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ } في الدنيا { إِلَى ٱلسُّجُودِ } إلى الخضوع لله بالتوحيد فلم يخضعوا لله بالتوحيد { وَهُمْ سَالِمُونَ } أصحاء معافون { فَذَرْنِي } يا محمد { وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } بهذا الكتاب { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ } سنأخذهم يعني المستهزئين بالقرآن { مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } لا يشعرون فأهلكهم الله في يوم وليلة وكانوا خمسة نفر { وَأُمْلِي لَهُمْ } أمهلهم { إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } عذابي شديد { أَمْ تَسْأَلُهُمْ } تسأل أهل مكة { أَجْراً } جعلاً ورزقاً على الإيمان { فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ } من الغرم { مُّثْقَلُونَ } بالإجابة { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ } اللوح المحفوظ { فَهُمْ يَكْتُبُونَ } منه ما يخاصمونك به { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } على تبليغ رسالة ربك ويقال ارض بقضاء ربك { وَلاَ تَكُن } ضجوراً ضيق القلب في أمر الله { كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ } كضجر يونس بن متى { إِذْ نَادَىٰ } دعا ربه في بطن الحوت { وَهُوَ مَكْظُومٌ } مجهود مغموم { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّه } رحمة من ربه { لَنُبِذَ } لطرح { بِٱلْعَرَآءِ } على الصحراء { وَهُوَ مَذْمُومٌ } ملوم مذنب { فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ } فاصطفاه ربه بالتوبة { فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } من المرسلين { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { لَيُزْلِقُونَكَ } ليصرعونك { بِأَبْصَارِهِمْ } ويقال يعينونك بأعينهم { لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ } قراءتك القرآن { وَيَقُولُونَ } يعني كفار مكة { إِنَّهُ } يعنون محمداً { لَمَجْنُونٌ } يختنق { وَمَا هُوَ } يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ } عظة { لِّلْعَالَمِينَ } للجن والإنس.