الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ } * { قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } * { وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } * { لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيۤ ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَٰنُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ } * { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } * { وَذَرِ الَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ }

{ قُلِ } يا محمد لهم { ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا } من شدائد البر والبحر { وَمِن كُلِّ كَرْبٍ } غم وهول { ثُمَّ أَنتُمْ } يا أهل مكة { تُشْرِكُونَ } به الأصنام { قُلْ } يا محمد لهم { هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ } كما بعث على قوم نوح وقوم لوط { أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } يخسف بكم الأرض كما خسف بقارون { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } أهواء مختلفة كما كانت في بني إسرائيل بعد النبيين { وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } بالسيف { ٱنْظُرْ } يا محمد { كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } نبين القرآن بأخبار الأمم الماضية وما فعلنا بهم { لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } لكي يفقهوا أمر الله وتوحيده { وَكَذَّبَ بِهِ } بالقرآن { قَوْمُكَ } قريش { وَهُوَ ٱلْحَقُّ } يعني القرآن { قُل } يا محمد { لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } بكفيل أن أؤديكم إلى الله مؤمنين { لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ } لكل قول من الله ومني من الأمر والنهي والوعد والوعيد والبشرى بالنصرة والعذاب مستقر فعل وحقيقة منه ما يكون في الدنيا ومنه ما يكون في الآخرة { وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } ذلك في الدنيا والآخرة ويقال لكل نبأ مستقر لكل قول وفعل منكم حقيقة وحقيقة ذلك في القلب وسوف تعلمون ماذا يفعل بكم { وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيۤ آيَاتِنَا } يستهزئون بك وبالقرآن { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } فاترك مجالسهم { حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } كي يكون خوضهم وحديثهم في غير القرآن والاستهزاء بك { وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَانُ } بعد النهي { فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ } بعد ما ذكرت { مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } المشركين أمر الله نبيه بذلك إذ كان بمكة فشق على أصحابه ذلك فرخص لهم بعد ذلك بالجلوس معهم للعظة والنهي فقال { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش والاستهزاء { مِنْ حِسَابِهِم } من مأثمهم والكفر والاستهزاء بهم { مِّن شَيْءٍ وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ } ذكروهم بالقرآن { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش والاستهزاء بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم { وَذَرِ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ } يعني اليهود والنصارى ومشركي العرب اتخذوا دين آبائهم المؤمنين { لَعِباً } ضحكة { وَلَهْواً } استهزاء ويقال دينهم عندهم لعباً ولهواً فرحاً وباطلاً { وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } ما في الدنيا من الزهرة والنعيم { وَذَكِّرْ بِهِ } عظ بالقرآن ويقال بالله { أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ } لكي لا تهلك ولا توهن ولا تعذب نفس { بِمَا كَسَبَتْ } من الذنوب { لَيْسَ لَهَا } للنفس { مِن دُونِ ٱللَّهِ } من عذاب الله { وَلِيٌّ } قريب يدفع عنها { وَلاَ شَفِيعٌ } يشفع لها { وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ } أن تجيء بكل من على وجه الأرض { لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ } لا يقبل من النفس { أُوْلَـٰئِكَ } المستهزئون { ٱلَّذِينَ أُبْسِلُواْ } أهلكوا وأوهنوا وعذبوا وهم عيينة والنضر وأصحابهما { بِمَا كَسَبُواْ } من الذنوب { لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ } ماء حار يغلي قد انتهى حره { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع

{ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } بمحمد والقرآن.