الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَ ثْمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ } * { وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } * { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَٰتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } * { فَقَدْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } * { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّٰهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا ٱلأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } يقول الشكر والألوهية لله { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ } في يومين يوم الأحد ويوم الاثنين { وَٱلأَرْضَ } في يومين يوم الثلاثاء والأربعاء { وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَاتِ وَٱلنُّورَ } خلق الكفر والإيمان أو الليل والنهار { ثْمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } به الأصنام { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ } من آدم وآدم من طين { ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً } خلق الدنيا وجعل أجلها إلى الفناء وخلق الخلق وجعل آجالهم إلى الموت { وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ } أجل الآخرة معلوم عند الله بلا موت ولا فناء { ثُمَّ أَنتُمْ } يا أهل مكة { تَمْتَرُونَ } تشكون بالله والبعث بعد الموت { وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } وهو إله من في السموات { وَفِي ٱلأَرْضِ } وإله من في الأرض { يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ } يقول يعلم السر والعلانية منكم { وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } ما تعملون من الخير والشر { وَمَا تَأْتِيهِم } يعني أهل مكة { مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ } مثل انكساف الشمس وانشقاق القمر والنجوم { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا } عن الآية { مُعْرِضِينَ } مكذبين بها { فَقَدْ كَذَّبُواْ } يعني أهل مكة { بِٱلْحَقِّ } بالقرآن والآية { لَمَّا جَآءَهُمْ } محمد صلى الله عليه وسلم بهما { فَسَوْفَ } وهذا وعيد لهم { يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } خبر استهزائهم وعقوبة استهزائهم يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب { أَلَمْ يَرَوْاْ } ألم يخبر أهل مكة في القرآن { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ } من الأمم الخالية { مَّكَّنَّاهُمْ } ملكناهم وأمهلناهم { فِي ٱلأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ } ما لم نملككم ونمهلكم يا أهل مكة { وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مَّدْرَاراً } مطراً دائماً دريراً كلما احتاجوا إليه { وَجَعَلْنَا ٱلأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ } من تحت بساتينهم وزروعهم وشجرهم { فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } بتكذيبهم الأنبياء { وَأَنْشَأْنَا } خلقنا { مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً } قوماً { آخَرِينَ } خيراً منهم.