الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } * { وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } * { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } * { وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } * { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ }

{ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ } وهو أبو جهل وأصحابه ينهون عنه عن محمد والقرآن { وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ } يمنعون عنه ويتباعدون ويقال هو أبو طالب كان ينهى الناس عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يتابعه { وَإِن يُهْلِكُونَ } ما يهلكون { إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } ما يعلمون أن أوزار الذين يصدونهم عنه هي عليهم { وَلَوْ تَرَىٰ } يا محمد { إِذْ وُقِفُواْ } حبسوا { عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ } إلى الدنيا { وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا } بالكتب والرسل { وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } مع المؤمنين في السر والعلانية { بَلْ بَدَا لَهُمْ } ظهر لهم عقوبة { مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ } يسرون من الكفر والشرك { مِن قَبْلُ } في الدنيا { وَلَوْ رُدُّواْ } إلى الدنيا كما سألوا { لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } من الكفر والشرك { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } لأنهم لو ردوا لم يؤمنوا به { وَقَالُوۤاْ } يعني كفار مكة { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } أي ما حياتنا إلا حياتنا الدنيا { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } بعد الموت { وَلَوْ تَرَىٰ } يا محمد { إِذْ وُقِفُواْ } يقول حبسوا { عَلَىٰ رَبِّهِمْ } عند ربهم { قَالَ } الله لهم ويقال تقول لهم الملائكة { أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ } أليس هذا العذاب والبعث بعد الموت حق { قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا } إنه لحق كما قالت الرسل { قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } تجحدون بالبعث بعد الموت { قَدْ خَسِرَ } قد غبن { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ } بالبعث بعد الموت يقول أنظرهم { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً } فجأة { قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا } يا حزناه أو يا ندامتاه { عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا } تركنا في الدنيا يعني الإيمان والتوبة { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ } آثامهم { عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } بئس ما يحملون من الذنوب { وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ } ما في الدنيا من الزهرة والنعيم { إِلاَّ لَعِبٌ } فرح { وَلَهْوٌ } باطل { وَلَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ } يعني الجنة { خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أن الدنيا فانية والآخرة باقية { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ } يا محمد { ٱلَّذِي يَقُولُونَ } من الطعن والتكذيب وطلب الآية { فَإِنَّهُمْ } يعني حارث بن عامر وأصحابه { لاَ يُكَذِّبُونَكَ } في السر { وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } المشركين { بِآيَاتِ ٱللَّهِ } في العلانية { يَجْحَدُونَ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } كذبهم قومهم كما كذبك قومك { فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ } على ما كذبهم قومهم { وَأُوذُواْ } وصبروا على أذى قومهم { حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا } بهلاك قومهم { وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } لا مغير لكلمات الله بالنصرة لأوليائه على أعدائه { وَلَقدْ جَآءَكَ } يا محمد { مِن نَّبَأَ } خبر { ٱلْمُرْسَلِينَ } كيف كذبهم قومهم كما كذبك قومك فصبروا على ذلك.