الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ أَوْفُواْ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } * { وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } * { ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ } * { وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { أَن تَقُولُوۤاْ إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلْكِتَابُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ }

{ قُلْ } يا محمد لمالك بن عوف وأصحابه { تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } في الكتاب الذي أنزل عليّ { أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } أوله أن لا تشركوا به شيئاً من الأوثان { وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } بَرّاً بهما { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ } بناتكم { مِّنْ إمْلاَقٍ } مخافة الذل والفقر { نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } يعني أولادكم { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوَاحِشَ } الزنا { مَا ظَهَرَ مِنْهَا } يعني زنا الظاهر { وَمَا بَطَنَ } يعني زنا السر وهي المخالة { وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ } قتلها { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } بالعدل يعني بالقود والرجم والارتداد { ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ } بما أمركم في الكتاب { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أمره وتوحيده { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } بالحفظ والأرباح { حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } الحلم والرشد والصلاح { وَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ } أتموا الكيل والوزن { بِٱلْقِسْطِ } بالعدل { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً } عند الكيل والوزن { إِلاَّ وُسْعَهَا } إلا جهدها بالعدل { وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُواْ } فاصدقوا { وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ } لو كان على ذي قرابة منكم في الرحم فقولوا عليه الحق والصدق { وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ أَوْفُواْ } يعني أتموا العهد بالله { ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ } أمركم به في الكتاب { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } لكي تتعظوا { وَأَنَّ هَـٰذَا } يعني الإسلام { صِرَاطِي مُسْتَقِيماً } قائماً أرضاه { فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ } يعني اليهودية والنصرانية والمجوسية { فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } عن دينه { ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ } أمركم به في الكتاب { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } لكي تتقوا السبل { ثُمَّ آتَيْنَا } أعطينا { مُوسَى ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة { تَمَاماً } بالأمر والنهي والوعد والوعيد والثواب والعقاب { عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ } يقول على أحسن حال ويقال على إحسان موسى وتبليغ رسالة ربه { وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ } يقول وبياناً لكل شيء من الحلال والحرام { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةً } من العذاب لمن آمن به { لَّعَلَّهُمْ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ } بالبعث بعد الموت { يُؤْمِنُونَ } يصدقون { وَهَـٰذَا كِتَابٌ } يعني القرآن { أَنزَلْنَاهُ } أنزلنا به جبريل { مُبَارَكٌ } فيه الرحمة والمغفرة لمن آمن به { فَٱتَّبِعُوهُ } فاتبعوا حلاله وحرامه وأمره ونهيه { وَٱتَّقُواْ } غيره { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } لكي ترحموا فلا تعذبوا { أَن تَقُولُوۤاْ } لكي لا تقولوا يا أهل مكة يوم القيامة { إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلْكِتَابُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيْنِ } على أهل دينين { مِن قَبْلِنَا } يعني اليهود والنصارى { وَإِن كُنَّا } وقد كنا { عَن دِرَاسَتِهِمْ } عن قراءتهم التوراة والإنجيل { لَغَافِلِينَ } لجاهلين.