الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا جَآءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ } * { فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَٰمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَذٰلِكَ يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } * { لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ مِّنَ ٱلإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلإِنْسِ رَبَّنَا ٱسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيۤ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ ٱلنَّارُ مَثْوَٰكُمْ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ }

{ وَإِذَا جَآءَتْهُمْ آيَةٌ } أي الوليد بن المغيرة وعبد ياليل وأبا مسعود الثقفي آية من السماء تخبرهم بصنيعهم { قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ } يعني بالآية { حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ } نعطى الكتاب { مِثْلَ مَآ أُوتِيَ } أعطي { رُسُلُ ٱللَّهِ } يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم { ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } إلى من يرسل جبريل بالرسالة { سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ } أشركوا يعني وليداً وأصحابه { صَغَارٌ } ذل وهوان { عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ } عن الله مقدم ومؤخر { بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ } يكذبون الرسل { فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ } يرشده لدينه { يَشْرَحْ صَدْرَهُ } قلبه { لِلإِسْلاَمِ } لقبول الإسلام حتى يسلم { وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ } يتركه ضالاً كافراً { يَجْعَلْ صَدْرَهُ } يترك قلبه { ضَيِّقاً } كضيق الزج في الرمح { حَرَجاً } شكّاً وإن قرأت حرجاً يقول لا يجد النور في قلبه منفذاً ولا مجازاً { كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِ } كالمكلف الصعود إلى السماء هكذا قلبه لا يهتدي إلى الإسلام { كَذٰلِكَ } هكذا { يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ } يترك الله التكذيب { عَلَى ٱلَّذِينَ } في قلوب الذين { لاَ يُؤْمِنُونَ } بمحمد والقرآن عليه الصلاة والسلام ثم يعذبهم إن لم يؤمنوا { وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ } صنيع ربك { مُسْتَقِيماً } عدلاً ويقال وهذا يعني الإسلام صراط ربك دين ربك مستقيماً قائماً يرتضيه وهو الإسلام { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ } بينا القرآن بالأمر والنهي والإهانة والكرامة { لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } يتعظون فيؤمنون ويقال نزل { فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ } الآية في النبي صلى الله عليه وسلم وأبي جهل ويقال نزلت في عمار وأبي جهل { لَهُمْ } للمؤمنين { دَارُ ٱلسَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ } السلام هو الله والجنة داره { وَهُوَ وَلِيُّهُمْ } بالثواب والكرامة { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ويقولون في الدنيا من الخيرات { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } الجن والإنس فنقول { يَامَعْشَرَ ٱلْجِنِّ قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ مِّنَ ٱلإِنْسِ } من ضلالات الإنس أي أضللتم كثيراً من الإنس بالتعوذ { وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم } أولياء الجن { مِّنَ ٱلإِنْسِ } الذين كانوا يتعوذون برؤساء الجن إذا نزلوا وادياً واصطادوا من دوابهم صيداً كانوا يقولون نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه فيأمنون بذلك { رَبَّنَا } يا ربنا { ٱسْتَمْتَعَ } انتفع { بَعْضُنَا بِبَعْضٍ } وكان منفعة الإنس الأمن منهم ومنفعة الجن الشرف والعظمة على قومهم { وَبَلَغْنَآ } أدركنا { أَجَلَنَا ٱلَّذِيۤ أَجَّلْتَ لَنَا } وقت لنا يعني الموت { قَالَ } الله لهم { ٱلنَّارُ مَثْوَاكُمْ } منزلكم يا معشر الجن و الإنس { خَالِدِينَ فِيهَآ } مقيمين في النار { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } وقد شاء الله لهم الخلود { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ } حكم عليهم بالخلود { عَليمٌ } بهم وبعقوبتهم.