الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَٰباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } * { وَقَالُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } * { وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } * { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ ٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُل للَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ }

{ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً } لو نزلنا جبريل عليك بالقرآن جملة { فِي قِرْطَاسٍ } في صحيفة كما سألك عبد الله بن أبي أمية المخزومي وأصحابه { فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ } فأخذوه وقرؤوه { لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني عبد الله بن أبي أمية المخزومي { إِنْ هَـٰذَآ } ما هذا { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } كذب بين { وَقَالُواْ } يعني عبد الله بن أبي أمية المخزومي { لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } هلا أنزل عليه ملك فيشهد له بما يقول { وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً } كما سألوك { لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ } نزل بعذابهم وقبض أرواحهم ويقال لفرغ من هلاكهم { ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } لا يؤجلون { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ } يعني الرسول { مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً } في صورة رجل آدمي حتى يقدروا أن ينظروا إليه { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم } على الملائكة { مَّا يَلْبِسُونَ } مثل ما يلبسون من الثياب ويقال وللبسنا عليهم خلطنا عليهم صورة الملك ما يلبسون كما يخلطون على أنفسهم صفة محمد ونعته { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } استهزأ بهم قومهم كما استهزأ بك قومك { فَحَاقَ } فوجب ونزل ودار { بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ } من الكفار { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } عقوبة استهزائهم { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { سِيرُواْ } سافروا { فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ ٱنْظُرُواْ } وتفكروا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } كيف صار آخر أمر المكذبين بالله والرسل { قُل } يا محمد لأهل مكة { لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } من الخلق فإن أجابوك وإلا { قُل لِلَّهِ } خلق السموات والأرض { كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } أوجب على نفسه الرحمة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بتأخير العذاب { لَيَجْمَعَنَّكُمْ } والله ليجمعنكم { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } ليوم القيامة { لاَ رَيْبَ فِيهِ } لا شك فيه { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ } غبنوا { أَنفُسَهُمْ } ومنازلهم وخدمهم وأزواجهم في الجنة { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } بمحمد والقرآن ونزل في مقالتهم في محمد عليه الصلاة والسلام ارجع إلى ديننا حتى نغنيك ونزوجك ونعزك ونملكك على أنفسنا { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } ما استقر في وطنه في الليل والنهار { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالتهم { ٱلْعَلِيمُ } بعقوبتهم وبأرزاق الخلق { قُلْ } يا محمد لهم { أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً } أعبد رباً { فَاطِرِ ٱلسَّمَاوَاتِ } خالق السموات { وَٱلأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ } يرزق العباد { وَلاَ يُطْعَمُ } لا يرزق ويقال لا يعان على الترزيق { قُلْ } يا محمد لكفار مكة

{ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ } أول من يكون على الإسلام ويقال أول من أخلص بالعبادة والتوحيد لله من أهل زمانه { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ } مع المشركين على دينهم.