الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي ٱلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } * { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ } * { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ } * { وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ } * { وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَٰدِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } * { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }

{ وَإِن تُطِعْ } يا محمد { أَكْثَرَ مَن فِي ٱلأَرْضِ } وهم رؤساء أهل مكة منهم أبو الأحوص مالك بن عوف الجشمي وبديل بن ورقاء الخزاعي وجليس بن ورقاء الخزاعي { يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } يخطئوك عن طريق الله في الحرم { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } ما يقولون إلا بالظن { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } يكذبون في قولهم للمؤمنين أن ما ذبح الله خير مما تذبحون أنتم بسكاكينكم { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ } عن دينه وطاعته { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } لدينه يعني محمداً عليه الصلاة و السلام وأصحابه { فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } من الذبائح { إِن كُنتُمْ } إذ كنتم { بِآيَاتِهِ } القرآن { مُؤْمِنِينَ وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } من الذبائح { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ } بين لكم { مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } من الميتة والدم ولحم الخنزير { إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } أجهدتم إلى أكل الميتة.

{ وَإِنَّ كَثِيراً } أبا الأحوص وأصحابه { لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم } ليدعون إلى أكل الميتة { بِغَيْرِ عِلْمٍ } ولا حجة { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ } الحلال إلى الحرام { وَذَرُواْ ظَاهِرَ ٱلإِثْمِ } اتركوا زنا الظاهر { وَبَاطِنَهُ } زنا السر وهي المخالّة { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلإِثْمَ } يعملون الزنا { سَيُجْزَوْنَ } الجلد في الدنيا والعقوبة في الآخرة { بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ } يكسبون من الزنا { وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } من الذبائح عمداً { وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ } يعني أكله له بغير الضرورة معصية واستحلاله على إنكار التنزيل كفر { وَإِنَّ ٱلشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ } يوسوسون أولياءهم أبا الأحوص وأصحابه { لِيُجَادِلُوكُمْ } يخاصموكم في أكل الميتة والشرك وأن الملائكة بنات الله { وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ } في الشرك وأكل الميتة فأحللتموها غير مضطرين إليها { إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } مثلهم { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً } نزلت في عمار بن ياسر وأبي جهل ابن هشام هذه الآية أو من كان ميتاً كافراً { فَأَحْيَيْنَاهُ } أكرمناه بالإيمان وهو عمار بن ياسر { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً } معرفة { يَمْشِي بِهِ } يهتدي به { فِي ٱلنَّاسِ } بين الناس ويقال ونجعل له نوراً على الصراط في الناس بين الناس { كَمَن مَّثَلُهُ } كمن هو { فِي ٱلظُّلُمَاتِ } في ضلالة الكفر في الدنيا وظلمات جهنم يوم القيامة وهو أبو جهل { لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } من الكفر الضلالة في الدنيا والظلمات في جهنم { كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } يقول كما زينا لأبي جهل عمله الذي كان يعمل { وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ } بلدة { أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا } أي رؤساءها وجبابرتها وأغنياءها كما جعلنا في أهل مكة المستهزئين وأصحابهم أبا جهل وغيره { لِيَمْكُرُواْ فِيهَا } ليعملوا فيها بالمعاصي والفساد ويقال ليكذبوا فيها الأنبياء { وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ } يقول ما يصنعون من المعاصي والفساد عقوبة ذلك ودماره على أنفسهم { وَمَا يَشْعُرُونَ } ذلك.