الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَٰنِهِمْ لَئِن جَآءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا ٱلآيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَٰرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } * { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } * { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَٰطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } * { وَلِتَصْغَىۤ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } * { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } * { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } شدة أيمانهم إذا حلف الرجل بالله فقد حلف جهد يمينه { لَئِن جَآءَتْهُمْ آيَةٌ } كما طلبوا { لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا } بالآية { قُلْ } يا محمد للمستهزئين وأصحابهم { إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ } تجيء الآيات من عند الله { وَمَا يُشْعِرُكُمْ } يدريكم أيها المؤمنون { أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ } يعني الآية { لاَ يُؤْمِنُونَ } والله إنهم لا يؤمنون بالآية { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ } قلوبهم { وَأَبْصَارَهُمْ } عند نزول الآية حتى لا يؤمنوا بها { كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ } بما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الآية { أَوَّلَ مَرَّةٍ } قبل هذا { وَنَذَرُهُمْ } نتركهم { فِي طُغْيَانِهِمْ } كفرهم وضلالتهم { يَعْمَهُونَ } عمهة لا يبصرون { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ } إلى المستهزئين { ٱلْمَلاۤئِكَةَ } كما طلبوا فشهدوا على ما أنكروا { وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ } من القبور كما طلبوا بأن محمداً رسول الله والقرآن كلام الله { وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ } من الطيور والدواب { قُبُلاً } معانة وإن قرأت قبلاً يقول قبيلة قبيلة وإن قرأت قبيلاً يقول كفيلاً على ما تقول انه الحق ويشهدون على ما أنكروا { مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ } بمحمد والقرآن { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } أن يؤمنوا { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } أنه الحق من الله { وَكَذَلِكَ } كما جعلنا أبا جهل والمستهزئين عدواً لك هكذا { جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً } فرعوناً { شَيَاطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ } يقول جعلنا شياطين الجن والإنس { يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } يملي بعضهم على بعض { زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ } تزيين القول { غُرُوراً } لكي يغروا به بني آدم { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ } يعني التزيين والغرور { فَذَرْهُمْ } اتركهم يا محمد المستهزئين وأصحابهم { وَمَا يَفْتَرُونَ } من تزيين القول والغرور { وَلِتَصْغَىۤ إِلَيْهِ } لكي تميل إلى هذا الزخرف والغرور { أَفْئِدَةُ } قلوب { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { وَلِيَرْضَوْهُ } وليقبلوا من الشياطين الزينة والغرور { وَلِيَقْتَرِفُواْ } ليكتسبوا { مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } مكتسبون من الإثم قل يا محمد لهم { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً } أعبد رباً { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ } إلى نبيكم { ٱلْكِتَابَ } جبريل بالقرآن { مُفَصَّلاً } مبيناً بالحلال والحرام ويقال متفرقاً آية وآيتين { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أعطيناهم علم التوراة يعني عبد الله بن سلام وأصحابه { يَعْلَمُونَ } يستيقنون في كتابهم { أَنَّهُ } يعني القرآن { مُنَزَّلٌ } أنزل { مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ } بالأمر والنهي ويقال إنه يعني جبريل منزل من ربك بالحق بالقرآن { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } من الشاكين أنهم لا يعلمون ذلك { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } بالقرآن بالأمر والنهي { صِدْقاً } في قوله { وَعَدْلاً } منه { لاَّ مُبَدِّلِ } لا مغير { لِكَلِمَاتِهِ } القرآن ويقال وتمت وجبت كلمة ربك بالنصرة لأوليائه { صِدْقاً } في قوله { وَعَدْلاً } فيما يكون { لاَّ مُبَدِّلِ } لا مغير { لِكَلِمَاتِهِ } بالنصرة لأوليائه ويقال وتمت كلمة ربك ظهر دين ربك صدقاً من العباد أنه دين الله وعدلاً من الله من أمره لا مبدل لا مغير لكلماته لدينه { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالتهم { ٱلْعَلِيمُ } بهم وبأعمالهم.