الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صَٰحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ خَٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَٱعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } * { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } * { قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } * { وَكَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { ٱتَّبِعْ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } * { وَلاَ تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ بَدِيعُ } خالق { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ابتدعهما ولم يكونا شيئاً { أَنَّىٰ يَكُونُ } من أين يكون { لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صَاحِبَةٌ } زوجة { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } بائن منه { وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ } من الخلق { عَلِيمٌ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ } الذي يفعل هذا هو ربكم { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } وحده لا شريك له { خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } بائن منه { فَٱعْبُدُوهُ } فوحدوه لا تشركوا به شيئاً { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الخلق { وَكِيلٌ } شهيد ويقال كفيل بأرزاقهم { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَارُ } في الدنيا ولا يرى الخلق ما يرى هو وتنقطع دونه الأبصار بالكيفية في الآخرة وبالرؤية في الدنيا { وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَارَ } في الدنيا والآخرة ويرى ما لم ير الخلق ولا يخفى عليه شيء ولا يفوته { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ } في أفعاله نافذ علمه بخلقه { ٱلْخَبِيرُ } بخلقه وبأعمالهم { قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ } بيان { مِن رَّبِّكُمْ } يعني القرآن { فَمَنْ أَبْصَرَ } أقر بالقرآن { فَلِنَفْسِهِ } الثواب { وَمَنْ عَمِيَ } كفر { فَعَلَيْهَا } عقوبة ذلك { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } أحفظكم { وَكَذٰلِكَ } هكذا { نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } نبين القرآن في شأنهم { وَلِيَقُولُواْ } لكي يقولوا { دَرَسْتَ } قرأت وتخلقت ويقال لكي لا يقولوا تخلقت وإن قرأت درست يقول لكي لا يقولوا تعلمت من أبي فكيهة مولى لقريش ويقال لكي لا يقولوا تعلمت من جبر ويسار موليين لقريش وإن قرأت درست بسكون التاء فمعناه قالوا هذه أخبار درست أي تقادمت { وَلِنُبَيِّنَهُ } لكي نبينه { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } يصدقون أنه من الله { ٱتَّبِعْ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } اعمل بما أنزل إليك من ربك يعني القرآن من حلاله وحرامه { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } لا خالق ولا رازق إلا هو { وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } يعني المستهزئين منهم الوليد بن المغيرة المخزومي والعاص بن وائل السهمي والأسود بن عبد يغوث الزهري والأسود بن الحارث بن عبد المطلب والحارث بن قيس بن حنظلة { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ } أن لا يشركوا { مَآ أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } تحفظهم { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } بكفيل { وَلاَ تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } يعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدْواً } اعتداء { بِغَيْرِ عِلْمٍ } بلا علم ولا حجة وهذا بعد ما قال لهم " إنكم ما تعبدون من دون حصب جهنم " ثم نسخته آية القتال { كَذَلِكَ } كما زينا دينهم وعملهم إليهم { زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ } لكل أهل دين { عَمَلَهُمْ } ودينهم { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ } بعد الموت { فَيُنَبِّئُهُمْ } يخبرهم { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } في دينهم.