الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } * { فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّالِمِينَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } * { وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } * { لاَ يَسْتَوِيۤ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } * { لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَالِقُ ٱلْبَارِىءُ ٱلْمُصَوِّرُ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يقول مثل بني قريظة في نقض العهد والعقوبة كمثل الذين من قبلهم من قبل نبي قريظة { قَرِيباً } بسنتين { ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ } عقوبة أمرهم بنقض العهد وهم بنو النضير { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع في الآخرة { كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ } يقول مثل المنافقين مع بني قريظة حيث خذلوهم كمثل الشيطان مع الراهب { إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ } الراهب برصيصا { ٱكْفُرْ } بالله { فَلَمَّا كَفَرَ } بالله خذله { قَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ } ومن دينك { إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ } عاقبة الشيطان والراهب { أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين في النار { وَذَٰلِكَ } الخلود في النار { جَزَآءُ ٱلظَّالِمِينَ } عقوبة الكافرين { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } اخشوا الله { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ } كل نفس برة أو فاجرة { مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } ماعملت ليوم القيامة فإنما تجد يوم القيامة ما عملت في الدنيا إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } اخشوا الله فيما تعملون { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } من الخير والشر { وَلاَ تَكُونُواْ } يا معشر المؤمنين في المعصية { كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ } تركوا طاعة الله في السر وهم المنافقون ويقال تركوا طاعة الله في السر والعلانية وهم اليهود { فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ } فخذلهم الله حتى تركوا طاعة الله { أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } الكافرون بالله في السر يعني المنافقين وإن فسرت على اليهود يقال هم الكافرون بالله في السر والعلانية { لاَ يَسْتَوِيۤ } في الطاعة والثواب { أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } أهل النار { وَأَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ } أهل الجنة { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } فازوا بالجنة ونجوا من النار { لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ } الذي يقرؤه عليكم محمد صلى الله عليه وسلم { عَلَىٰ جَبَلٍ } أصم رأسه في السماء وعرقه في الأرض السابعة السفلى { لَّرَأَيْتَهُ } ذلك الجبل بقوته { خَاشِعاً } خاضعاً مستكيناً مما في القرآن من الوعد والوعيد { مُّتَصَدِّعاً } متكسراً متفشخاً متشققاً { مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ } من خوف الله { وَتِلْكَ } هذه { ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا } نبينها { لِلنَّاسِ } في القرآن { لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } لكي يتفكروا في أمثال القرآن { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ } ما غاب عن العباد وما يكون { وَٱلشَّهَادَةِ } ما علمه العباد وما كان { هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } العاطف على العباد البر والفاجر بالرزق لهم { ٱلرَّحِيمُ } خاصة على المؤمنين بالمغفرة ودخول الجنة { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ } الدائم الذي لا يزول ملكه { ٱلْقُدُّوسُ } الطاهر بلا ولد ولا شريك { ٱلسَّلاَمُ } سلم خلقه من زيادة عذابه على ما يجب عليهم بفعلهم { ٱلْمُؤْمِنُ } يقول أمن خلقه من ظلم نفسه ويقال السلام سلم أولياءه من عذابه. المؤمن يقول هو آمن على أعمال العباد وآمن على مقدوره أن مقدور الله في خلقه { ٱلْمُهَيْمِنُ } الشهيد { ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن لا يؤمن { ٱلْجَبَّارُ } الغالب على عباده { ٱلْمُتَكَبِّرُ } على أعدائه يقال المتبرئ عما تخيلوه { سُبْحَانَ ٱللَّهِ } نزه نفسه { عَمَّا يُشْرِكُونَ } به من الأوثان { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَالِقُ } للنطف في أصلاب الآباء { ٱلْبَارِىءُ } المحول من حال إلى حال { ٱلْمُصَوِّرُ } ما في الأرحام ذكراً أو أنثى شقياً أو سعيداً ويقال البارئ الجاعل الروح في النسمة { لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ } الصفات العلى العلم والقدرة والسمع والبصر وغير ذلك فادعوه بها { يُسَبِّحُ لَهُ } يصلي له ويقال يذكره { مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الخلق { وَٱلأَرْضِ } من كل شيء حي { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } المنيع بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره.