الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ } * { أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } * { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ } * { لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } * { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } * { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } * { أَفَرَءَيْتُمُ ٱلْمَآءَ ٱلَّذِي تَشْرَبُونَ } * { ءَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ } * { لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ } * { أَفَرَأَيْتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ } * { أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ } * { نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ } * { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } * { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ } * { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } * { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } * { فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } * { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } * { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ } * { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } * { فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ } * { وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } * { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ } * { فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } * { تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ } * { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ } * { فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ } * { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } * { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ }

{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ } يا أهل مكة { ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ } الخلق الأول في بطون الأمهات ويقال خلق آدم { فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ } فهلا تتعظون بالخلق الأول فتؤمنوا بالخلق الآخر { أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } تبذرون من الحبوب { ءَأَنتُمْ } يا أهل مكة { تَزْرَعُونَهُ } تنبتونه { أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ } المنبتون { لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ } يعني الزرع { حُطَاماً } يابساً بعد خضرته { فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } فصرتم تعجبون من يبوسته وهلاكه وتقولون { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } معذبون بهلاك زروعنا { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } حرمنا منفعة زروعنا ويقال محاربون { أَفَرَأَيْتُمُ ٱلْمَآءَ } العذب { ٱلَّذِي تَشْرَبُونَ } وتسقون دوابكم وجناتكم { ءَأَنتُمْ } يا أهل مكة { أَنزَلْتُمُوهُ } الماء العذب { مِنَ ٱلْمُزْنِ } من السحاب عليكم { أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ } بل نحن المنزلون عليكم لا أنتم { لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ } يعني الماء العذب { أُجَاجاً } مراماً لحاً زعاقاً { فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ } فلا تشكرون عذوبته فتؤمنوا به { أَفَرَأَيْتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ } تقدحون عن كل عود غير العناب وهو الشجر الأحمر { ءَأَنتُمْ } يا أهل مكة { أَنشَأْتُمْ } خلقتم { شَجَرَتَهَآ } شجرة النار { أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ } الخالقون { نَحْنُ جَعَلْنَاهَا } هذه النار { تَذْكِرَةً } عظة النار الآخرة { وَمَتَاعاً } منفعة { لِّلْمُقْوِينَ } المسافرين في الأرض القواء وهي القفر الذين فني زادهم { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } فصل باسم ربك العظيم ويقال اذكر توحيد ربك العظيم { فَلاَ أُقْسِمُ } يقول أقسم { بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ } بنزول القرآن على محمد عليه الصلاة والسلام نجوماً نجوماً ولم ينزله جملة واحدة { وَإِنَّهُ } يعني القرآن { لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } لو تصدقون ويقال فلا أقسم يقول أقسم بمواقع النجوم بمساقط النجوم عند الغداة وإنه والذي ذكرت لقسم عظيم لو تعلمون لو تصدقون { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } شريف حسن { فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } في اللوح المحفوظ مكتوب ولهذا كان القسم { لاَّ يَمَسُّهُ } يعني اللوح المحفوظ { إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } من الأحداث والذنوب فهم الملائكة ويقال لا يعمل بالقرآن إلا الموفقون { تَنزِيلٌ } تكليم { مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } على محمد عليه الصلاة والسلام { أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } أي القرآن الذي يقرأ عليكم محمد صلى الله عليه وسلم { أَنتُمْ } يا أهل مكة { مُّدْهِنُونَ } مكذبون أنه ليس كما قال من الجنة والنار والبعث والحساب { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ } تقولون للمطر الذي سقيتم { أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } تقولون سقينا بالنوء الفلاني { فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ } الروح { ٱلْحُلْقُومَ } يعني نفس الجسد إلى الحلقوم { وَأَنتُمْ } يا أهل مكة { حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } متى تخرج نفسه { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ } ملك الموت وأعوانه إلى الميت { مِنكُمْ } من أهله { وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ } ملك الموت وأعوانه { فَلَوْلاَ } فهلا { إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } غير ملومين وغير مجازين ومحاسبين { تَرْجِعُونَهَآ } روح الجسد إلى الجسد { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أنكم غير مدينين { فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } إلى جنة عدن { فَرَوْحٌ } فراحة لهم في القبر ويقال رحمة إن قرأت بضم الراء { وَرَيْحَانٌ } إذا خرجوا من القبور ويقال رزق { وَجَنَّتُ نَعِيمٍ } يوم القيامة لا يفنى نعيمها { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } من أهل الجنة فكلهم أصحاب اليمن { فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } فسلام لك وأمن لك من أهل الجنة قد سلم الله أمرهم ونجاهم ويقال يسلم عليك أهل الجنة { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ } بالله والرسول والكتاب { ٱلضَّآلِّينَ } عن الإيمان { فَنُزُلٌ } فطعامهم من زقوم وشرابهم { مِّنْ حَمِيمٍ } ماء حار { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } دخولهم في النار { إِنَّ هَـٰذَا } الذي وصفنا لهم { لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } حقاً يقيناً كائناً { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } فصل بأمر ربك العظيم ويقال اذكر توحيد ربك العظيم أعظم من كل شيء.